> ( [ 3 ] باب الخوف من الشرك ) > > ش: لما كان الشرك أعظم ذنب عصي الله به ، ولهذا رتب عليه من عقوبات الدنيا > والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالهم وسبي نسائهم وأولادهم ، > وعدم مغفرته من بين الذنوب إلا بالتوبة منه ؛ نبه المصنف بهذه الترجمة على أنه ينبغي > للمؤمن أن يخاف منه ويحذره ويعرف أسبابه ومبادئه وأنواعه لئلا يقع فيه ، ولهذا قال > حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع > فيه . رواه البخاري . وذلك أن من لم يعرف إلا الخير قد يأتيه الشر ولا يعرف أنه شر فإما > أن يقع فيه ، وإما أن لا ينكره كما ينكره الذي عرفه ، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله > عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروةَ إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية . قال > شيخ الإسلام: وهو كما قال عمر ، فإن كمال الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن > المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ، ومن نشأ في المعروف ، فلم يعرف غيره ، فقد لا > يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه ، ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما > عند الخبير بهم ؛ ولهذا يوجد الخبير بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الاحتراز > عنه والجهاد لهم ما ليس عند غيره . ولهذا كان الصحابة . أعظم إيماناً وجهاداً ممن بعدهم > لكمال معرفتهم بالخير والشر ، وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر لما علموه من حسن > حال الإيمان والعمل الصالح ، وقبح حال الكفر والمعاصي . > > قال: وقول الله: ! 2 < إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء > 2 ! [ النساء: 48 > و 116 ] . > > قال ابن كثير: أخبر تعالى أنه لا يغفر أن يشرك به ، أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك > به ، ويغفر ما دون ذلك ، أي: من الذنوب لمن يشاء من عباده . >