> 1 ( [ 12 ] باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله ) > > الاستعاذة: الالتجاء ، والاعتصام ، والتحرز ، وحقيقتها: الهرب من شيء تخافه إلى من > يعصمك منه ، ولهذا يسمى المستعاذ به معاذاً ، وملجأ ووزراً ، فالعائذ بالله قد هرب مما يؤذيه > أو يهلكه إلى ربه ومالكه ، وفر إليه ، وألقى نفسه بين يديه واعتصم به ، واستجار به ، والتجأ > إليه ، وهذا تمثيل وتفهيم ، وإلا فما يقوم بالقلب من الالتجاء إلى الله ، والاعتصام به ، > والاطرح بين يدي الرب ، والافتقار إليه ، والتذلل بين يديه ، أمر لا تحيط به العبارة . هذا > معنى كلام ابن القيم . > > وقال ابن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر . > والعياذ يكون لدفع الشر . واللياذ لطلب الخير . وهذا معنى كلام غيرهما من العلماء ، فتبين > بهذا أن الاستعاذة بالله عباده لله ، ولهذا أمر الله بالاستعاذة به في غير آية ، وتواترت السنن > عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بذلك . قال الله تعالى: ! 2 < وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم > 2 ! [ فصلت: 36 ] وقال: ^ ( وقل رب أعوذ بك من همزت الشياطين > وأعوذ بك رب أن يحضرون ) ^ [ المؤمنون: 97 - 98 ] وقال: ! 2 < فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير > 2 ! [ غافر: 56 ] وقال: ! 2 < قل أعوذ برب الفلق > 2 ! [ الفلق: 1 ] وقال > تعالى: ! 2 < قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس > 2 ! [ الناس: > 1 - 3 ] فإذا كان تعالى هو ربنا وملكنا وإلهنا ، فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ، ولا ملجأ لنا > منه إلا إليه ، ولا معبود لنا غيره ، فلا ينبغي أن يدعى ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب غيره ، > ولا يذل ولا يخضع لغيره ، ولا يتوكل إلا عليه ، لأن من تخافه وترجوه وتدعوه وتتوكل > عليه ، إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ، ومتولي شأنك ، فهو ربك ، ولا رب لك سواه ، > وتكون مملوكه وعبده الحق ، فهو ملك الناس حقاً ، وكلهم عبيده ومماليكه ، أو يكون > معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين ، بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى > حياتك وروحك ، فهو الإله الحق إله الناس ، فمن كان ربهم وملكهم وإلههم فهم جديرون > أن لا يستعيذوا بغيره ، ولا يستنصروا بسواه ، ولا يلجأوا إلى غير حماه ، فهو كافيهم > وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتولي أمورهم جميعاً بربوبيته وملكه وإلهيته لهم ، فكيف لا >