فهرس الكتاب
الصفحة 441 من 639

> ( [ 35 ] باب: ما جاء في الرياء ) > > أي: من الوعيد ولما كان خلوص العمل من الشرك والرياء شرطاً في قبوله لمنافاة > الشرك والرياء للتوحيد ، نبه المصنف على ذلك تحقيقاً للتوحيد . والرياء مصدر رائ يرائي > مراءاة ورياء ؛ وهو أن يري الناس أنه يعمل عملاً على صفة ، وهو يضمر في قلبه صفة > أخرى ، فلا اعتداد ولا ثواب إلا بما خلصت فيه النية لله تعالى . ذكره القاضي أبو بكر > بمعناه ، وقال الحافظ: هو مشتق من الرؤية ، والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها > فيحمد صاحبها انتهى . والفرق بينه وبين السمعة أن الرياء هو العمل لرؤية الناس ، والسمعة > العمل لأجل سماعهم ، فالرياء يتعلق بحاسة البصر ، والسمعة بحاسة السمع ، ويدخل فيه أن > يخفى عمله لله ثم يحدث به الناس . > > قال: وقول الله تعالى: ^ ( قُل إِنما أَنا بَشرٌ مِثلكُم يُوحى إلي أَنما إِلهُكم إِلهٌ وحدٌ ) ^ [ الكهف: > 110 ] . > > يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للناس: إنما أنا بشر مثلكم ، أي: في البشرية ولكن > الله من علي وفضلني بالرسالة وليس لي من الربوبية ولا من الإلهية شيء ، بل ذلك لله وحده > > لا شريك له كما قال: ! 2 < يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد > 2 ! أي: معبودكم الذي أدعوكم إلى > عبادته إله واحد لا شريك له ^ ( فَمَن كَانَ يرجواْ لِقاء رَبه ) ^ أي: من كان يخاف لقاء الله يوم > القيامة . قال شيخ الإسلام: أما اللقاء ، فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن > المعاينة والمشاهدة بعد السلوك والسير وقالوا: إن لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى ، > وأطال في ذلك واحتج له . وقال سعيد بن جبير: ^ ( فَمَن كَانَ يرجواْ لِقاء رَبه ) ^ [ الكهف: 110 ] > قال: من كان يخشى البعث في الآخرة رواه ابن أبي حاتم . ^ ( فليعمل عملاً صلحاً ولا يُشركْ > بِعِبادَةِ ربهِ أَحداً ) ^ [ الكهف: 110 ] أي: كائناً ما كان . قال ابن القيم أي: كما أنه إله واحد لا > إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له فكما تفرد بالإلهية يجب أن > يفرد بالعبودية ، فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء ، المقيد بالسنة انتهى . وهذان ركنا > العمل المتقبل لا بد أن يكون صواباً خالصاً ، فالصواب أن يكون على السنة وإليه الإشارة > بقوله: ' فليعمل عملاً صالحاً ' والخالص: أن يخلص من الشرك الجلي والخفي وإليه >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام