فهرس الكتاب
الصفحة 442 من 639

> الإشارة بقوله: ! 2 < ولا يشرك بعبادة ربه أحدا > 2 ! روى عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في كتاب > ' الإخلاص وابن أبي والحاكم حاتم عن طاوس قال: قال رجل يا نبي الله إني أقف > المواقف أبتغي وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئاً حتى نزلت هذه الآية ^ ( فَمَن كَانَ يرجواْ لِقاء رَبه فَليعمل عَمَلاً صَلحاً وَلاَ يُشرِك بِعِبَادةِ رَبهِ أَحداً ) ^ [ الكهف: 110 ] رواه الحاكم > وصححه موصولاً عن طاوس عن ابن عباس ، وفي الآية دليل على الشهادتين ، وأن الله > تعالى فرض على نبينا صلى الله عليه وسلم أن يخبرنا بتوحيد الإلهية ، وإلا فتوحيد الربوبية لم ينكره الكفار > الذين كذبوه وقاتلوه ذكره المصنف . > > وفيها تسمية الرياء شركاً وفيها أن من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر أن لا يشرك > بعبادة ربه أحداً . ففيه التصريح بأن الشرك الواقع من المشركين إنما هو في العبادة لا في > الربوبية . > > وفيها الرد على من قال: أولئك يتشفعون بالأصنام ونحن نتشفع بصالح لأنه قال: ! 2 < ولا يشرك بعبادة ربه أحدا > 2 ! فليس بعد هذا بيان ، افتتح الآية بذكر براءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو > أقرب الخلق إلى الله وسيلة ، أي: براءته من الإلهية وختمها بقوله: أحداً > > واعلم رحمك الله أن هذه الآية لا ينتفع بها إلا من ميز بين توحيد الربوبية وبين توحيد > الإلهية تمييزاً تاماً ، وعرف ما عليه غالب الناس إما طواغيت ينازعون الله في توحيد الربوبية > الذي لم يصل إليه شرك المشركين ، وأما مصدق لهم تابع لهم ، وإما شاك لا يدري ما أنزل > الله على رسوله ، ولا يميز بين دين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين دين النصارى ، ذكره المصنف . > > وفيها أن أصل دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث به هو الإخلاص كما في هذه الآية وقوله: > ^ ( كتب أُحكمت ءايتهُ ثُم فُصلت من لدن حكيمٍ خَبير * أَلا تَعبدواْ إلا الله إِننى لكم منهُ نذيرٌ > وبشيرٌ * ) ^ [ هود: 1 - 2 ] وذلك هو دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم كما قال تعالى: > ! 2 < وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون > 2 ! [ الأنبياء: > 25 ] وذلك هو الحنيفية الإبراهيمية جعلنا الله من أهلها بمنه وكرمه . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام