فهرس الكتاب
الصفحة 105 من 639

> ( [ 5 ] باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ) > > ش: أي تفسير هاتين الكلمتين ، والعطف لتغاير اللفظيين ، وإلا فالمعنى واحد . ولما > ذكر المصنف في الأبواب السابقة التوحيد وفضائله ، والدعوة إليه ، والخوف من ضده الذي > هو الشرك ، فكأن النفوس اشتاقت إلى معرفة هذا الأمر الذي خلقت له الخليقة ، والذي بلغ > من شأنه عند الله أن من لقيه به غفر له ، وإن لقيه بملء الأرض خطايا ؛ بين رحمة الله في هذا > الباب أنه ليس اسماً لا معنى له ، أو قولاً لا حقيقة له كما يظنه الجاهلون الذين يظنون أن غاية > التحقيق فيه هو النطق بكلمة الشهادة من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني ، والحاذق منهم > يظن أن معنى الإله هو الخالق المتفرد بالملك ، فتكون غاية معرفته هو الإقرار بتوحيد > الربوبية ، وهذا ليس هو المراد بالتوحيد ، ولا هو أيضاً معنى ' لا إله إلا الله ' وإن كان لا بد > منه في التوحيد بل التوحيد اسم لمعنى عظيم ، وقول له معنى جليل هو أجل من جميع > المعاني . > > وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله ، والإقبال بالقلب والعبادة على الله ، وذلك > هو معنى الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله ، وهو معنى ' لا إله إلا الله ' كما قال تعالى: > ^ ( وَإِلهُكُم إِلهٌ وَحِدٌ لآَ إِلهَ إِلا هُوَ الرَّحمَنُ الرَّحيمُ * ) ^ [ البقرة: 163 ] وقال تعالى حكاية > عن مؤمن يس: ^ ( وَمَا لِىَ لآَ أَعْبُدُ الذِي فَطَرَنِي وَ إِليهِ تُرجَعُونَ * ءأَتخِذُ مِن دوُنِهِ ءالِهَةً إِن > يُرِدْنَ الرَّحمَنُ بِضُرٍ لاَ تُغْنِ عَنّىِ شَفَعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقذُونِ * إِنّىِ إِذاً لَّفِىِ ضَلَلٍ مُبِينٍ * ) ^ > [ يس: 22 - 24 ] وقال تعالى: ! 2 < قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني > 2 ! > [ الزمر: 11 - 14 ] وقال تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون: ^ ( وَيَقَومِ مَا لِىَ أَدعُوكُمْ إِلىَ > النَّجَوة وتَدَعُونَنى إِلىَ النَّارِ * تَدْعُونَنِى لأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشركَ بِهِ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ > أَدْعُوكُمْ إِلىَ العَزِيز الغَفَّرِ * لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنى إِلَيهِ ليس لَهُ دَعَوةٌ في الدُّنْيَا وَلاَ في > الأخِرَةِ ) ^ [ غافر: 41 - 43 ] والآيات في هذا كثيرة تبين أن معنى ' لا إله إلا الله ' هو البراءة > من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد ، وإفراد الله بالعبادة . فهذا هو الهدى ، ودين > الحق الذي أرسل الله به رسله ، وأنزل به كتبه . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام