> > أما قول الإنسان ' لا إله إلا الله ' من غير معرفة لمعناها ، ولا عمل به ، أو دعواه أنه من > أهل التوحيد ، وهو لا يعرف التوحيد ، بل ربما يخلص لغير الله من عبادته من الدعاء > والخوف والذبح والنذر والتوبة والإنابة وغير ذلك من أنواع العبادات ، فلا يكفي في > التوحيد ، بل لا يكون إلا مشركاً والحالة هذه ، كما هو شأن عباد القبور . ثم ذكر المصنف > آيات تدل على هذا فقال: > > وقول الله تعالى: ! 2 < أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه > 2 ! [ الإسراء: 57 ] الآية . قلت يبين معنى هذه الآية التي قبلها ، وهي > قوله: ! 2 < قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون > 2 ! [ الإسراء: 56 - 57 ] الآية . > > قال ابن كثير: يقول تعالى: قل للمشركين ادعوا الذين زعمتم من دونه من الأنداد ، > وارغبوا إليهم ، فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم ، أي: بالكلية ، ولا تحويلاً ، أي: أن > يحولوه إلى غيركم ، والمعنى: إن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له . قال > العوفي عن ابن عباس في الآية: كان أهل الشرك يقولون: نعبد الملائكة والمسيح وعزيراً > وهم الذين يدعون يعني: الملائكة وعزيراً . > > وقوله: ! 2 < أولئك الذين يدعون > 2 ! الآية وروى البخاري عن ابن مسعود في الآية قال: > ' ناسٌ من الجن كانوا يُعبدون فَأَسْلَموا ' . وفي رواية: كان ناس من الإنس يعبدون ناساً > من الجن ، فأسلم الجن ، وتمسك هؤلاء بدينهم . وقال السدي عن أبي صالح ، عن ابن > عباس في الآية: قال: عيسى وأمه وعزير . وقال مغيرة عن إبراهيم: كان ابن عباس يقول > في هذه الآية: هم عيسى وعزير والشمس والقمر . وقال مجاهد: عيسى وعزير والملائكة > وقوله: ! 2 < ويرجون رحمته ويخافون عذابه > 2 ! [ الإسراء: 57 ] > > تتم العبادة إلا بالخوف والرجاء . > > وفي التفسير المنسوب إلى الطبري الحنفي قل للمشركين: يدعون أصنامهم دعاء > استغاثة فلا يقدرون كشف الضر عنهم ، ولا تحويلاً إلى غيرهم أولئك الذين يدعون ، أي: > الملائكة المعبودة لهم يتبادرون إلى طلب القربة إلى الله ، فيرجون رحمته ، ويخافون عذابه ، > إن عذاب ربك كان محذوراً ، أي مما يحذره كل عاقل . وعن الضحاك وعطاء ، أنهم > الملائكة . وعن ابن عباس: أولئك الذين يدعون عيسى وأمه وعزيراً . > > قال شيخ الإسلام: وهذه الأقوال كلها حق ؛ فإن الآية تعم من كان معبوده عابداً لله > سواء كان من الملائكة أو من الجن أو من البشر ، والسلف في تفسيرهم يذكرون جنس >