فهرس الكتاب
الصفحة 107 من 639

> المراد بالآية على نوع التمثيل ، كما يقول الترجمان لمن سأله ما معنى لفظ الخبز ؟ فيريه > رغيفاً ، فيقول: هذا ، فالإشارة إلى نوعه لا إلى عينه ، وليس مرادهم بذلك تخصيص نوع > دون نوع مع شمول الآية للنوعين ، فالآية خطاب لكل من دعا دون الله مدعواً . وذلك > المدعو يبتغي إلى الله الوسيلة ، ويرجو رحمته ، ويخاف عذابه . فكل من دعا ميتاً أو غائباً > من الأنبياء الصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها ، فقد تناولته هذه الآية ، كما تتناول > من دعا الملائكة والجن ، ومعلوم أن هؤلاء كلهم يكونون وسائط فيما يقدره الله بأفعالهم ، > ومع هذا فقد نهى الله عن دعائهم ، وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا > تحويله ، لا يرفعونه بالكلية ، ولا يحولونه من موضع إلى موضع ، كتغيير صفته أو قدره ، > ولهذا قال: ( ولا تحويلاً ) فذكر نكرة تعم أنواع التحويل فكل من دعا ميتاً أو غائباً من > الأنبياء والصالحين ، أو دعا الملائكة أو دعا الجن ، فقد دعا من لا يغيثه ، ولا يملك كشف > الضر عنه ، ولا تحويله انتهى . وبنحو ما تقدم من كلام هؤلاء قال جميع المفسرين: فتبين أن > معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله: هو ترك ما عليه المشركون من دعوة الصالحين ، > والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر وتحويله ، فكيف ممن أخلص لهم الدعوة ، وإنه لا > يكفي في التوحيد دعواه ، والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين ، وأن دعاء > الصالحين لكشف الضر أو تحويله هو الشرك الأكبر نبه عليه المصنف . > > قال: وقوله: ! 2 < وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني > 2 ! > [ الزخرف: 26 - 27 ] الآية . قال ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله وخليله إمام > الحنفاء ، ووالد من بعث بعده من الأنبياء ، الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها: إنه > تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان فقال: ! 2 < إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه > 2 ! [ الزخرف: 26 - 28 ] أي: هذه الكلمة وهي > عبادة الله وحده لا شريك له ، وخلع ما سواه من الأوثان ، وهي لا إله إلا الله أي: جعلها > في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم عليه السلام . لعلهم يرجعون ، أي: > إليها . قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم في قوله: ! 2 < وجعلها كلمة باقية في عقبه > 2 !: يعني لا إله إلا الله ، لا يزال في ذريته من يقولها . وقال ابن زيد: كلمة > الإسلام ، وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة . > > قلت: وروى ابن جرير عن قتادة في قوله: ! 2 < إلا الذي فطرني > 2 ! قال: خلقني: وعنه: > ! 2 < إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني > 2 ! قال: إنهم يقولون: إن الله ربنا ! 2 < ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله > 2 ! [ الزخرف: 87 ] فلم يبرأ من ربه . رواه عبد بن حميد . قلت: يعني أن > قوم إبراهيم يعبدون الله ويعبدون غيره ، فتبرأ مما يعبدون إلا الله ، لا كما يظن الجهال أن > الكفار لا يعرفون الله ، ولا يعبدونه أصلاً . وروى ابن جرير وابن المنذر عن قتادة ^ ( وَجَعَلَهَا >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام