> ^ ( [ 39 ] باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات ) > > أي: من أسماء الله وصفاته ، والمراد ما حكمه هل هو ناج أو هالك ؟ ولما كان تحقيق > التوحيد بل التوحيد لا يحصل إلا بالإيمان بالله والإيمان بأسمائه وصفاته ، نبه المصنف على > وجوب الإيمان بذلك وأيضاً فالتوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء > والصفات ، وتوحيد العبادة . والأولان وسيلة إلى الثالث ، فهو الغاية والحكمة المقصود > بالخلق والأمر . وكلها متلازمة فناسب التنبيه على الإيمان بتوحيد الصفات . > > قال: وقول الله تعالى: ^ ( وهم يكفرون بالرحمن ) ^ [ الرعد: 30 ] > أي: يجحدون هذا الاسم ، لا أنهم يجحدون الله ، فإنهم يقرون به كما قال تعالى: > ^ ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ^ [ الزخرف: 87 ] والمراد بهذا كفار قريش أو طائفة > منهم ، فإنهم جحدوا هذا الاسم عناداً أو جهلاً ، ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يوم > الحديبية: ' اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ' فقالوا: لا نعرف الرحمن ولا الرحيم ، وفي > بعض الروايات لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة . يعنون مسيلمة الكذاب ، فإنه قبحه الله > كان قد تسمى بهذا الاسم ، وأما كثير من أهل الجاهلية فيقرون بهذا الاسم كما قال بعضهم: > > وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق > > قال: ابن كثير: ^ ( وهم يكفرون بالرحمن ) ^ أي: لا يقرون به ، لأنهم يأبون من وصف الله > بالرحمن الرحيم . ومطابقة الآية للترجمة ظاهرة ، لأن الله تعالى سمى جحود اسم من أسمائه > كفراً ، فدل على أن جحود شي من أسماء الله وصفاته كفر ، فمن جحد شيئاً من أسماء الله > وصفاته من الفلاسفة ، والجهمية والمعتزلة ونحوهم ، فله نصيب من الكفر بقدر ما جحد من >