فهرس الكتاب
الصفحة 104 من 639

> وأموالهم إلا بحقها ' وقد فسره أبو بكر الصديق لعمر رضي الله عنهما لما قاتل أهل الردة > الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . فقال له عمر: كيف نقاتل الناس > وقد قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' أُمِرْتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حتى يقُولُوا لاَ إله إلا الله ، فإذا قالوا فقد > عَصَمُوا مني دِماءَهم وأموالهم إِلا بحقها ؟ ' قال أبو بكر: فإنَّ الزَّكَاةَ حقُّ المالِ ، والله لو > مَنَعُونِي عَناقاً كانوا يُؤدُّونها إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] لقاتلتُهم على مَنْعِها . > > وحاصله أنهم إذا أجابوا إلى الإسلام الذي هو التوحيد فأخبرهم بما يجب عليهم بعد > ذلك من حق الله تعالى في الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من شرائع > الإسلام الظاهرة وحقوقه فإن أجابوا إلى ذلك فقد أجابوا إلى الإسلام حقاً ، وإن امتنعوا عن > شيء من ذلك فالقتال باق بحاله إجماعاً . فدل على أن النطق بكلمتي الشهادة دليل العصمة لا > أنه عصمة ، أو يقال: هو العصمة لكن بشرط العمل ، يدل على ذلك قوله تعالى: ^ ( يَأَيُهَا > الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا ) ^ [ النساء: 94 ] الآية ولو كان النطق بالشهادتين > عاصماً لم يكن للتثبت معنى ، يدل على ذلك قوله تعالى: ! 2 < فإن تابوا > 2 ! أي عن الشرك > وفعلوا التوحيد ^ ( وَأَقَامُواْ الصَّلوَةَ وَءاَتَواْ الزَّكَوة فخلوا سَبِيلَهُم ) ^ [ التوبة: 5 ] فدل على أن > القتال يكون على هذه الأمور . وفيه أن لله تعالى حقوقاً في الإسلام من لم يأت بها لم يكن > مسلماً ، كإخلاص العبادة له والكفر بما يعبد من دونه . وفيه بعث الإمام الدعاة إلى الله ، كما > كان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وخلفاؤه الراشدون يفعلون . وفيه تعليم الإمام أمراءه وعماله ما يحتاجون إليه . > > قوله: ( فوالله لأن يَهْديَ الله بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النَّعَم ) > ' أن ': هي > المصدرية ، واللام قبلها مفتوحة ، لأنها لام القسم ، وأن مدخولها مسبوك بمصدر مرفوع > على أنه مبتدأ خبره ' خير ' وحمر بضم المهملة وسكون الميم . والنعم بفتح النون والعين > المهملة . أي: خير لك من الإبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها المثل في > نفاسة الشيء . قيل: المراد خير من أن تكون لك فتتصدق بها . وقيل تقتنيها وتملكها . > قلت: هذا هو الأظهر ، والأول لا دليل عليه . أي أنكم تحبون متاع الدنيا ، وهذا خير منه . > قال النووي: وتشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا إنما هو للتقريب إلى الأفهام ، وإلا فذرة من > الآخرة خير من الأرض بأسرها ، وأمثالها معها . وفيه فضيلة الدعوة إلى الله ، وفضيلة من > اهتدى على يديه رجل واحد ، وجواز الحلف على الفتية والقضاء والخبر ، والحلف من غير > استحلاف . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام