فهرس الكتاب
الصفحة 103 من 639

> > قوله: ( وقال انفُذْ على رِسْلِك ) . أما ' انفذ ' فهو بضم الفاء ، أي: امض لوجهك . > ورسلك: بكسر الراء وسكون السين ، أي: على رفقك ولينك من غير عجلة ، يقال لمن > يعمل الشيء برفق . وساحتهم: فناء أرضهم ، وهو حواليها . وفيه الأدب عند القتال ، وترك > الطيش والأصوات المزعجة التي لا حاجة إليها . وفيه أمر الإمام عماله بالرفق واللين من غير > ضعف ولا انتقاض عزيمة كما يشير إليه قوله: حتى تنزل بساحتهم . > > قوله: ( ثم ادْعُهم إلى الإسلام ) ، أي: الذي هو معنى شهادة أن لا إله > إلا الله وأن > محمداً رسول الله ، ومن هذا الوجه طابق الحديث الترجمة . وفي حديث أبي هريرة عند > مسلم: فدعا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] علي بن أبي طالب ، فأعطاه الراية وقال: ' امْشِ وَلاَ تلْتَفِتْ حتَّى > يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ . فَسَارَ عليٌّ شيئاً ثم وقف ولم يلتفت ، فصَرَخَ: يا رسول الله على ماذا أُقَاتِلُ > النَّاسَ ؟ ' فقال: قاتِلْهُم حتَّى يَشْهَدُوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله ، فإذا فعلوا ذلك > فقد مَنَعوا منك دِمَاءهُم وأَموَالَهم إلا بحقّها وَحِسَابُهُم على اللهِ ' . وفيه أن الدعوة إلى شهادة > أن لا إله إلا الله ، المراد بها الدعوة إلى الإخلاص بها وترك الشرك وإلا فاليهود يقولونها ، > ولم يفرق النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في الدعوة إليها بينهم وبين من لا يقولها من مشركي العرب ، فعلم أن > المراد من هذه الكلمة هو اللفظ بها ، واعتقاد معناها ، والعمل به ، وذلك هو معنى قوله > تعالى: ^ ( قُل يَأَهْلَ الكِتَبِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوآءِ بَينَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعبُدُ إِلا اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ > شَيئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابَاً مِن دوُن اللهِ فإن تَوَلواْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * ) ^ [ آل > عمران: 64 ] وقوله: ^ ( قُلْ إِنَّمَآ أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللهَ وَلآَ أُشْرِكَ بِهِ إِليهِ أَدْعُواْ وإِلَيهِ مئابِ * ) ^ > [ الرعد: 36 ] وذلك هو معنى قوله: ادعهم إلى الإسلام الذي هو الاستسلام لله تعالى ، > والانقياد له بفعل التوحيد وترك الشرك . وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال ، لكن إن كانوا قد > بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء ، لأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أَغَارَ على بني المُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ ، > وتستحب دعوتهم لهذا الحديث وما في معناه ، وإن كانوا لم تبلغهم وجبت دعوتهم . > > وقوله: ( وأَخبِرهُم بما يجبُ عليهم من حق اللهِ تعالى فيه ) . أي: في الإسلام ، أي: إذا > أجابوا إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لا بد من فعلها ، كالصلاة ، > والزكاة ، وهذا كقوله في حديث أبي هريرة: ' فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام