> وعبد الله بن سلام وغيرهما ، وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين ، والشهادة لمحبة الله > ورسوله للذي ضرب في الخمر . قلت: وفي هذه الجملة أيضاً حرص الصحابة على الخير . > > قوله: ( فقال: أينَ عليُّ بنُ أبي طالب ) . قال بعضهم: كأنه [ صلى الله عليه وسلم ] استبعد غيبته عن > حضرته في مثل ذلك الموطن ، لا سيما وقد قال: لأعطين الراية إلى آخره وقد حضر الناس > وكلهم طمع بأن يكون هو الذي يفوز بذلك الوعد . وفيه سؤال الإمام عن رعيته وتفقده > أحوالهم وسؤاله عنهم في مجامع الخير . > > قوله: ( فقيل له: هو يَشْتَكي عينيه ) ، أي: من الرمد كما في ' صحيح مسلم ' عن > سعد بن أبي وقاص فقال: ' ادعوا لي علياً ، فأتي به أَرْمَدُ فَبَصَقَ في عَيْنَيْه ' . > > قوله: ( قال: فَأَرْسَلُوا إليه ) . بهمزة قطع ، أمر من الإرسال ، أمرهم بأن يرسلوا إليه > فيدعوه له . ولمسلم من طريق إياس بن سلمة عن أبيه قال: ' فَأرسَلَني إلى عليّ ، فجئتُ به > أَقُودَهُ [ وهو ] أَرْمَدُ ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْه فَبَرَأ ' . > > قوله: ( فَبَصَقَ ) بفتح الصاد ، أي: تفل . > > قوله: ( وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ ) : وهو بِفَتح الراء والهمزة ، بوزن ضرب ، ويجوز الكسر بوزن > علم ، أي: عوفي في الحال عافية كاملة ، كأن لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر > أصلاً . وعند الطبراني من حديث علي: ( فما رَمَدتُ ولا صَدَعْتُ مُنْذُ دَفَعَ إليَّ النبي [ صلى الله عليه وسلم ] > الرَّاية ) . وفيه دليل على الشهادتين . > > قوله: ( فأعطاه الراية ) . قال المصنف: فيه الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع ، > ومنعها عمن سعى ، وفيه التوكل على الله ، والإقبال بالقلب إليه ، وعدم الالتفات إلى > الأسباب ، وإن فعلها لا ينافي التوكل . >