> > قوله: ( يحبُّ الله ورسولَه ويحبُّهُ الله ورسولُه ) . فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه ، > لأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] شهد له بذلك ، ولكن ليس هذا من خصائصه . قال شيخ الإسلام: ليس هذا > الوصف مختصاً بعلي ولا بالأئمة ، فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله ، > لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذي يتبرؤون منه ولا يتولونه ، بل > لقد يكفرونه أو يفسقونه كالخوارج . لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين > يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم ، فإن الخوارج تقول في > علي مثل ذلك ، لكن هذا باطل فإن الله ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم أنه > يموت كافراً . وفيه إثبات صفة المحبة لله ، وفيه إشارة إلى أن علياً تام الاتباع لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] > حتى أحبه الله ، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان ، وبغضه علامة النفاق . ذكره الحافظ > بمعناه . > > قوله: ( يفتَحُ الله على يَديه ) . صريح في البشارة بحصول الفتح على يديه ، فكان الأمر > كذلك ، ففيه دليل على شهادة أن محمداً رسول الله . > > قوله: ( فبات الناسُ يَدُوكُونَ ليلتهم ) ، هو بنصب ' ليلتهم ' على الظرفية ، ويدوكون قال > المنصف: يخوضون . والمراد أنهم باتوا تلك الليلة في خوض واختلاف فيمن يدفعها إليه ، > وفيه حرص الصحابة على الخير ومزيد اهتمامهم به ، وذلك يدل على علو مراتبهم في العلم > والإيمان . > > قوله: ( أيُّهم يُعطاها ) . فهو برفع ' أي ' على البناء . > > قوله: ( فلما أصبحوا غدَوا على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] كُلُّهم يرجون أن يُعطاها ) . وفي رواية أبي > هريرة عند مسلم: أن عمر قال: ' ما أحْبَبْتُ الإمارَةَ إلاَّ يومئذٍ ' . فإن قلت: إن كانت هذه > الفضيلة لعلي رضي الله عنه ليست من خصائصه ؛ فلماذا تمنى بعض الصحابة أن يكون له > ذلك ؟ قيل الجواب كما قال شيخ الإسلام أن في ذلك شهادة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لعلي بإيمانه باطناً > وظاهراً ، وإثبات لموالاته لله ورسوله ، ووجوب موالاة المؤمنين له ، وإذا شهد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] > لمعين بشهادة أو دعا له بدعاء أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ، ومثل > ذلك الدعاء ، وإن كان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو به لخلق كثير ، وكان تعيينه > لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه ، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس >