> > وفي حديث آخر ' الصبر نصف الإيمان ' رواه أبو نعيم والبيهقي في ' الشعب ' > > وقال عمر: وَجَدنا خَيرَ عيشِنا بالصَّبر . رواه البخاري . > > وقال علي بن أبي طالب: ' ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا > قطع الرأس بان الجسد ، ثم رفع صوته فقال: ' ألا لا إيمان لمن لا صبر له ' . > > والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة . > > واشتقاقه من صبر: إذا حبس ومنع ، فالصبر حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن > التشكي والسخط ، والجوارح عن لطم الخدود ، وشق الجيوب ونحوهما ذكره ابن القيم . > > قال: وقوله تعالى: ! 2 < ومن يؤمن بالله يهد قلبه > 2 ! [ التغابن: 11 ] > > ش: أول الآية ^ ( مَآ أَصَابَ مِن مُصِيبَةٍ إِلا بِإذن اللهِ وَمَن يُؤمِن بِاللهِ يَهدِ قَلبَهُ واللهُ بِكُل > شيءٍ عليمٌ * ) ^ [ التغابن: 11 ] أخبر تعالى أن ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في > الأنفس إلا بإذن الله ، أي: بقدره وأمره كما قال في الآية الأخرى ^ ( إِلا في كتَبٍ مِن قَبلِ > أَن نبرأها إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسيرٌ ) ^ [ الحديد: 22 ] . > > قال ابن عباس في قوله: إلا بإذن الله: إلا بأمر الله ، يعني: من قدره ومشيئته ومن > يؤمن بالله يهد قلبه ، أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب > واستسلم لقضاء الله جازاه الله تعالى بهداية قلبه التي هي أصل كل سعادة وخير في الدنيا > والآخرة . وقد يخلف عليه أيضاً في الدنيا ما أخذه منه أو خيراً منه كما قال: ^ ( وَبَشِر > الصَبِرينَ * الَّذينَ إِذا أَصَبتهُم مُصيبَةٌ قَالُواْ إِنا للهِ وإِنَّا إِليه رَاجعونَ * ) ^ [ البقرة: > 155 - 157 ] . > > قال ابن عباس: يهد قلبه اليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم > يكن ليصيبه .