> الله ومن قبله ؛ أي: إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله . وقيل: > المعنى أن الشؤم العظيم هو الذي عند الله من عذاب النار لا هذا الذي أصابهم في الدنيا > والظاهر أن هذه الآية كقوله تعالى: ! 2 < وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله > 2 ! [ النساء: 78 ] أي: أن الكل من الله ، لكن هذا > الشؤم الذي أجراه عليهم من عنده ، هو بسبب أعمالهم ، لا بسبب موسى عليه السلام ومن > معه . وكيف يكون ذلك وما جاء به خير محض . والطيرةُ إنما تكون بالشر لا بالخير ، > > وقوله: ! 2 < ولكن أكثرهم لا يعلمون > 2 ! . أي أن أكثرهم جهال لا يدرون ، ولو فهموا أو عقلوا > لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام شيء يقتضي الطيرة . > > وقال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ألا طائر آل فرعون وغيرهم - وذلك أنصباؤهم من > الرخاء والخصب وغير ذلك من أنصباء الخير والشر - إلا عند الله ، ولكن أكثرهم لا يعلمون > أن ذلك كذلك ، فلجهلهم بذلك كانوا يتطيرون بموسى ومن معه . > > قال: وقوله: ^ ( قَالُواْ طَئرُكُمُ مَعَكُم ) ^ الآية [ يس: 19 ] . > > ش: المعنى والله أعلم ، أي: حظكم وما نالكم من خير وشر معكم بسبب أفعالكم > وكفركم ومخالفتكم الناصحين ، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا ، بل ببغيكم وعداوتكم فطائر > الباغي الظالم معه وهو عند الله كما قال تعالى: ^ ( وَإن تُصِبهُم سَيئَةٌ يَقُولُواْ هَذهِ مِن عِندِكَ قُل > كلٌ من عند اللهِ فَمالِ هؤلاءِ القومِ لاَ يَكادُونَ يفقَهُونَ حديثاً ) ^ [ النساء: 78 ] ولو فقهوا أو فهموا لما > تطيروا بما جئت به ، لأنه ليس فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقتضي الطيرة ، كأنه خير محض لا > شر فيه ، وصلاح لا فساد فيه ، وحكمة لا عيب فيها ، ورحمة لا جور فيها . فلو كان هؤلاء > القوم من أهل الفهم والعقول السليمة لم يتطيروا من هذا ، لأن الطيرة إنما تكون بالشر لا > بالخير المحض والحكمة والرحمة ، بل طائرهم معهم بسبب كفرهم وشركهم وبغيهم وهو > عند الله كسائر حظوظهم ، وأنصبائهم التي ينالونها منه بأعمالهم . ويحتمل أن يكون المعنى > ^ ( طَئرِكُم مَعكُم ) ^ أي: راجع عليكم ، فالتطير الذي حصل لكم إنما يعود عليكم ، وهذا من > باب القصاص في الكلام ونظيره قوله عليه السلام: ' إذا سَلَّم عليكم أهلُ الكتاب فقولوا > عليكم ' ذكره ابن القيم . >