> > قوله: ' ولكن الله يُذهبه بالتوكل ' أي: ما منا إلا من يقع في قلبه ذلك ، ولكن لما > توكلنا على الله وآمنا به ، واتبعنا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، واعتقدنا صدْقَهُ ، أَذهَبَ اللهُ ذلك > عنا ، وأَقرّ قلوبنا على السنَّة واتباع الحق . > > قوله: ' وجعل آخرهُ من قول ابن مسعود ' . قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل > يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا: ' وما منا ' هذا عندي من قول ابن مسعود ، > فالترمذي نقل ذلك عن سليمان بن حرب ووافقه على ذلك العلماء . قال ابن القيم: وهو > الصواب ، فإن الطيرة نوع من الشرك . > > قال: ولأحمد من حديث ابن عمرو ' من رَدَّتْهُ الطيَرةُ عن حَاجَتِهِ فقدُ أَشرَكَ قالوا: فما > كفارةُ ذلك ؟ قال: أن تقول: اللهم لا خَيرَ إِلا خَيرُك ، ولا طَيرَ إِلا طَيرُكَ ، ولا إله غَيركَ ' > > ش: هذا الحديث رواه الإمام أحمد ، والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص > مرفوعاً وفي إسناده ابن لهيعة ، وفيه اختلاف ، وبقية رجاله ثقات . > > قوله: ( من حديث ابن عمرو ) . هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبو > محمد ، وقيل: أبو عبد الرحمن أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء > مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف . > > قوله: ' من رَدَّتهُ الطيرةُ عن حَاجَتِهِ فقد أَشْرَكَ ' وذلك أن التطير هو التشاؤم بالشيء > المرئي أو المسموع فإذا استعملها الإنسان فرجع بها عن سفره ، وامتنع بها عما عزم عليه ، > فقد قرع باب الشرك ، بل ولجه وبرئ من التوكل على الله ، وفتح على نفسه باب الخوف > والتعلق بغير الله ، وذلك قاطع له عن مقام إياك نعبد ، وإياك نستعين ، فيصير قلبه متعلقاً بغير > الله ، وذلك شرك ، فيفسد عليه إيمانه ، ويبقى هدفاً لسهام الطيرة . ويقيض له الشيطان من > ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه ، وكم ممن هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة . > > قوله: ( فما كَفَّارةُ ذلك إلى آخر الحديث ) . هذا كفارَةٌ لما يقع من الطيرة ، ولكن يمضي