فهرس الكتاب
الصفحة 361 من 639

> وفراغه من كل ما سواه ، وهذا عزيز ويختص به خواص المؤمنين ، وهو داخل في هذه > الكلمة ، لأن فيها التبرؤ من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته والإقرار > بقدرته على كل شيء ، وبعجز العبد عن كل شيء إلا ما أقدره عليه ربه ، وهذا نهاية توحيد > الربوبية الذي يثمر التوكل وتوحيد العبادة . > > قال: وعن ابن مسعود مرفوعاً ' الطيرةُ شركٌ ، الطيرةُ شركٌ ، ومَا منَّا إلا ، ولكن الله > يُذْهبه بالتوكل ' رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود . > > ش: هذا الحديث رواه أيضاً ابن ماجه وابن حبان ولفظ أبي داود ' الطيرة شرك الطيرة > شرك ثلاثاً ' . > > قوله: ' الطيرةُ شركٌ ' صريح في تحريم الطيرة وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب > على غير الله . وقال ابن حمدان في ' الرعاية ' تكره الطيرة ، وكذا قال غير واحد من أصحاب > أحمد . قال ابن مفلح: والأولى القطع بتحريمها . ولعل مرادهم بالكراهة التحريم ، قلت: بل > الصواب القطع بتحريمها ، لأنها شرك ، وكيف يكون الشرك مكروهاً الكراهة الاصطلاحية ؟ ! > فإن كان القائل بكراهتها أراد ذلك فلا ريب في بطلانه . قال في ' شرح السنن ' . وإنما جعل > الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعاً ، أو يدفع عنهم ضراً إذ > عملوا بموجبه فكأنهم شركوه مع الله تعالى . > > قوله: ' ومنا منا إلا ' . قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار > والتقدير: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك انتهى . وحاصله: وما منا إلا من > يعتريه التطير ، ويسبق إلى قلبه الكراهة فيه . فحذف ذلك اعتماداً على فهم السامع . وقال > الخلخالي: حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة وهذا نوع من أدب الكلام . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام