> الباوردي: له صحبة ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال المزي: لا صحبة له > تصح . > > قوله: فقال: ' أحسنها الفأل ' . قد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل . وروى الترمذي > وصححه عن أنس ' أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خَرَجَ لحَاجَتِهِ يُحبُّ أن يَسْمَع يا نَجيح يا رَاشد . > > وروى أبو داود عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتَطيَّر من شيء ، وكان إذا بَعَثَ عَاملاً > سأل عن اسمه ، فإذا أعجبه ، فرح به ، وإن كره اسمه ، رؤي كراهيته ذلك في وجهه ' > وإسناده حسن . فهذا في استعمال الفأل . > > قال ابن القيم في الكلام على الحديث المشروح: أخبر صلى الله عليه وسلم أن الفأل من الطيرة وهو > خيرها ، فأبطل الطيرة ، وأخبر أن الفأل منها ، ولكنه خير منها ، ففصل بين الفأل والطيرة لما > بينهما من الامتياز والتضاد ، ونفع أحدهما ومضرة الآخر ، ونظير هذا منعه من الرقى بالشرك ، > وإذنه في الرقية إذا لم يكن فيها شرك لما فيها من المنفعة الخالية عن المفسدة . > > قوله: ' ولا تَرُد مُسْلماً ' قال الطيبي: تعريض بأن الكافر بخلافه . > > قوله: ' اللهم لا يأتي بالحَسَنات إلا أنت ولا يَدْفَعُ السَّيئات إلا أنت ' أي: لا تأتي > الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات ، بل أنت وحدك لا شريك لك ، الذي تأتي > بالحسنات وتدفع السيئات . وهذا دعاء مناسب لمن وقع في قلبه شيء من الطيرة ، وتصريح > بأنها لا تجلب نفعاً ولا تدفع ضراً ، ويعد من اعتقدها سشفيهاً مشركاً . > > قوله: ' وَلاَ حَوْلَ ولا قُوةَ إلا بكَ ' استعانة بالله تعالى على فعل التوكل ، وعدم الالتفات > إلى الطيرة التي قد تكون سبباً لوقوع المكروه وعقوبة لفاعلها ، وذلك إنما يصدر من تحقيق > التوكل الذي هو أقوى الأسباب في جلب الخيرات ، ودفع المكروهات . والحول: التحول > والانتقال من حال إلى حال ، والقوة على ذلك ، أي: لا حول ولا قوة على ذلك الحول إلا > بك ، وذلك يفيد التوكل على الله لأنه علم وعمل ، فالعلم معرفة القلب بتوحد الله بالنفع > والضر ، وعامة المؤمنين بل كثير من المشركين يعلمون ذلك ، والعمل هو ثقة القلب بالله >