> الحديث قيل: يا رسول الله ما الفأل فقال: ' الكلمة الصالحة ' . > > قوله: قالوا: ومال الفأل ، قال: ' الكلمة الطيبة ' بين لهم صلى الله عليه وسلم أن الفأل يعجبه فدل أنه > ليس من الطيرة المنهي عنها . > > قال ابن القيم: ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك بل ذلك إبانة عن > مقتضى الطبيعة ، ومن حب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها ، كما أخبرهم > أنه ' حُبّبَ إليه من الدَّنيا النَّساءُ والطّيبُ ' . وكان يحب الحلوى والعسل ، ويحب حسن > الصوت بالقرآن والأذان ويستمع إليه ويحب معالي الأخلاق ، ومكارم الشيم ، وبالجملة > يحب كل كمال وخير وما يفضي إليهما . والله سبحانه وتعالى قد جعل في غرائز الناس > الإعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته ، وميل نفوسهم إليه ، وكذلك جعل فيها الارتياح > والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو > ذلك ، فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع ، استبشرت بها النفس ، وانشرح لها الصدر ، وقوي > بها القلب ، وإذا سمعت أضدادها ، أوجب لها ضد هذه الحال ، فأحزنها ذلك ، وأثار لها > خوفاً وطيرة وانكماشاً وانقباضاً عما قصدت له وعزمت عليه ، فأورث لها ضرراً في الدنيا ، > ونقصاً في الإيمان ، ومقارفة للشرك . > > وقال الحليمي: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير > سبب محقق ، والتفاؤل حسن ظن به ، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال . > > قال: ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم > فقال: ' أحسنُها الفُأل ولا تردُّ مسلماً ، فإذا رأى أحدكُم ما يكرهُ فليقُل: اللهم لا يأتي > بالحسناتِ إِلا أَنت ، ولا يدفعُ السيئات إلا أنت ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بكَ ' > > ش: قوله: ( عن عقبة بن عامر ) هكذا وقع في نسخ التوحيد ، وصوابه ( عروة بن عامر ) > كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما ، وهو مكي اختلف في نسبه ، فقال أحمد بن حنبل في > روايته: عن عروة بن عامر القرشي ، وقال غيره الجهني ، واختلف في صحبته فقال >