فهرس الكتاب
الصفحة 159 من 639

> أموالهم بالنذر والصدقة ، وللأموات والطواغيت جزءاً كذلك ، وقد نص غير واحد من > العلماء ، على أن النذر لغير الله شرك . > > قال شيخ الإسلام: وأما ما نذره لغير الله كالنذر للأصنام والشمس والقمر والقبور ونحو > ذلك ، فهو بمنزلة أن يحلف بغير الله من المخلوقات ، والحالف بالمخلوقات لا وفاء عليه ولا > كفارة ، وكذلك الناذر للمخلوق ليس عليه وفاء ولا كفارة ، فإن كليهما شرك ، والشرك ليس له > حرمة ، بل عليه أن يستغفر الله من هذا العقد ويقول ما قال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] حيث قال: ' من حلفَ > باللاتِ والعُزَّى فليقل لا إله إلا الله ' وقال أيضاً فيمن نذر للقبور ونحوها دهناً لتنور به > ويقول: إنها تقبل النذر كما يقول بعض الضالين . فهذا النذر معصية باتفاق العلماء ، لا > يجوز الوفاء به ، وكذلك إذا نذر مالاً من النقد أو غيره للسدنة أو المجاورين العاكفين بتلك > البقعة ، فإن هؤلاء السدنة فيهم شبه من السدنة التي كانت للات والعزى ومناة يأكلون أموال > الناس بالباطل ، ويصدون عن سبيل الله والمجاورون هناك فيهم شبه من العاكفين الذين قال > فيهم إبراهيم الخليل عليه السلام: ^ ( مَا هَذِهِ التَّماثِيلُ التي أَنْتُم لَهَا عَكِفُونَ ) ^ [ الأنبياء: 52 ] > والذين اجتاز بهم موسى عليه السلام وقوله تعالى: ^ ( وَجَوزْناً بِبني إِسرءِيلَ الْبَحر فَأَتَواْ عَلَى > قَومٍ يَعكُفُونَ عَلَى أَصنَامٍ لَّهُم ) ^ [ الأعراف: 138 ] فالنذر لأولئك السدنة والمجاورين في هذه > البقاع التي لا فضل للشريعة في المجاورة فيها نذر معصية ، وفيه شبه من النذر لسدنة > الصلبان المجاورين عندها ، أو لسدنة الأبدال التي في الهند والمجاورين عندها ، ثم هذا > المال إذا صرفه في جنس تلك العبادة من المشروع مثل أن يصرفه في عمارة المساجد أو > للصالحين من فقراء المسلمين ، يستعينون بالمال على عبادة الله كان حسناً وقد تقدم كلام > ابن القيم في قوله: ويقولون إنها تقبل النذر ، أي: تقبل العبادة من دون الله ، فإن النذر عبادة > إلى آخره . > > وقال الإمام الأذرعي: ' في شرح منهاج النووي ': وأما النذر للمشاهد التي بنيت على > قبر ولي أو شيخ ، أو على اسم من حلها من الأولياء ، أو تردد في تلك البقعة من الأنبياء > والصالحين ، فإن قصد الناذر بذلك وهو الغالب أو الواقع من قصود العاقد في تعظيم البقعة > والمشهد والزاوية أو تعظيم من دفن بها أو نسبت إليه ، أو بنيت على اسمه ، فهذا النذر باطل > غير منعقد ، فإن معتقدهم أن لهذه الأماكن خصوصيات لأنفسها ، ويرون أنها مما يدفع > البلاء ، ويستجلب به النعماء ، ويستشفى بالنذر لها من الأدواء ، حتى أنهم ينذرون لبعض >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام