فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 639

> يسير من الشرك الأصغر ، ومن خلص من الأكبر ، ولكن كثر الأصغر حتى رجحت به سيئاته > دخل النار ، فالشرك يؤاخذ به العبد إذا كان أكبر أو كان كثيراً أصغر ، والأصغر القليل في > جانب الإخلاص الكثير لا يؤاخذ به . > > وفي هذه الأحاديث كثرة ثواب التوحيد ، وسعة كرم الله وجوده ورحمته ، حيث وعد > عباده أن العبد لو أتاه بملء الأرض خطايا وقد مات على التوحيد فإنه يقابله بالمغفرة > الواسعة التي تسع ذنوبه ، والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب ، وعلى > المعتزلة الذين يقولون بالمنزلة بين المنزلتين وهي منزلة الفاسق ، فيقولون: ليس بمؤمن ولا > كافر ويخلد في النار والصواب في ذلك قول أهل السنة أنه لا يسلب عنه اسم الإيمان على > الإطلاق ، ولا يعطاه على الإطلاق ، بل يقال: هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن عاص أو > مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته . وعلى هذا يدل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة . > > وقال المصنف: تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة ، فإنك إِذا جمعت بينه وبين > حديث عتبان تبين لك معنى قول لا إله إلا الله ، وتبين لك خطأ المغرورين وفيه أن الأنبياء > يحتاجون للتنبيه على معنى قول لا إله إلا الله ، وفيه التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات مع > أن كثيراً ممن يقولها يخف ميزانه . وفيه أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في > حديث عتبان: ' إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وَجْهَ الله ' إِذا > ترك الشرك ، ليس قولها باللسان . انتهى مخلصاً .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام