> لَكَ ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض . . . ' الحديث . > > قال ابن رجب: وإسناده لا بأس به وسعيد بن عبيد: هو الهنائي: ذكره ابن حبان في > ' الثقات ' وقال الدارقطني: تفرد به كثير بن فائد عن سعيد بن عبيد مرفوعاً . > > قال ابن رجب: وتابعه على رفعه أبو سعيد مولى بني هاشم ، فرواه عن سعيد بن عبيد > مرفوعاً . > > وقد رواه الإمام أحمد من حديث أبي ذر بمعناه . > > وأخرجه الطبري من حديث ابن عباس عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] . > > وروى مسلم من حديث أبي ذر عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قال: ' يقول الله: من تقرب مني شبراً > تقرَّبْتُ منه ذِراعاً . . . ' الحديث وفيه ' ومنَ لَقِيني بقُرابِ الأرض خَطيئةً ، لا يُشْرِكُ بي شَيئاً > لَقيتُهُ بقُرابِها مغفرة ' . > > قوله: ' لو أَتيتني بقُرابِ الأرضِ ' . قراب الأرض ، بضم القاف ، وقيل بكسرها ، والضم > أشهر ، وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها . > > قوله: ' ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ' . شرط ثقيل في الوعد بحصول المغفرة ، وهو > السلامة من الشرك كثيره وقليله ، صغيره وكبيره ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله ، > وَذلِك هو القلب السليم . كما قال تعالى: ! 2 < يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم > 2 ! [ الشُعراء: 88 - 89 ] . > > قال ابن رجب: من جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن > هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه ، ثم كان عاقبته أن لا > يخلد في النار ، بل يخرج منها ثم يدخل الجنة ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله تعالى > فيه ، وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه ، أبو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة > ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية ، فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ، > أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيماً وإجلالاً ومهابة وخشية وتوكلاً ، وحينئذ تحرق > ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، فإن هذا التوحيد هو > الإكسير الأعظم ، فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات . > > وقال شيخ الإسلام: الشرك نوعان: أكبر ، وأصغر ، فمن خلص منهما وجبت له > الجنة ، ومن مات على الأكبر ، وجبت له النار ، ومن خلص من الأكبر ، وحصل له بعض > الأصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه ، دخل الجنة ، فإن تلك الحسنات توحيد كثير مع >