فهرس الكتاب
الصفحة 451 من 639

> لوجه صحيح ، والعمل الباطل لا ثواب له . انتهى . > > فإن قيل: الآية على القول الأول تقتضي تخليد المؤمن من المريد بعمله الدنيا في > النار . > > قيل: إن لله سبحانه ذكر جزاء من يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها ، وهو النار ، وأخبر > بحبوط عمله وبطلانه ، فإذا أحبط ما ينجو به وبطل ، لم يبق معه ما ينجيه . فإن كان معه إيمان > لم يرد به الحياة الدنيا وزينتها ، بل أراد به الله والدار الآخرة ، لم يدخل هذا الإيمان في العمل > الذي حبط وبطل . ونجاة هذا الإيمان من الخلود في النار ، وإن دخلها بحبوط عمله الذي به > النجاة المطلقة . فالإيمان إيمانان إيمان: يمنع دخول النار ، وهو الإيمان الباعث على أن > تكون الأعمال لله وحده يبتغي بها وجهه وثوابه ، وإيمان يمنع الخلود في النار ، فإن كان مع > المرائي شيء منه ، وإلا كان من أهل الخلود ، فالآية لها حكم نظائرها من آيات الوعيد . ذكره > ابن القيم . وقد سئل شيخ الإسلام المصنف عن معنى هذه الآية فأجاب بما ملخصه: ذكر > عن السلف من أهل العلم فيها أنواع مما يفعله الناس اليوم ، ولا يعرفون معناه . > > فمن ذلك العمل العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة > وإحسان إلى الناس ، وترك ظلم ، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان ، أو يتركه خالصاً لله ، لكنه > لا يريد ثوابه في الآخرة ، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته ، أو حفظه أهله > وعياله ، أو إدامة النعم عليهم ، ولا همة له في طلب الجنة ، والهرب من النار ، فهذا يعطى > ثواب عمله في الدنيا ، وليس له في الآخرة نصيب ، وهذا النوع ذكره ابن عباس . > > النوع الثاني: وهو أكبر من الأول وأخوف ، وهو الذي ذكر مجاهد في الآية أنها نزلت > فيه ، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة ، ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة . > > النوع الثالث: أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً مثل أن يحج لمال يأخذه ، لا لله ، > أو يهاجر لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، أو يجاهد لأجل الغنم ، فقد ذكر أيضاً هذا النوع > في تفسير هذه الآية . وكما يتعلم الرجل لأجل مدرسة أهله أو مكتبهم أو رياستهم ، أو يتعلم > القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد ، كما هو واقع كثيراً ، وهؤلاء أعقل من > الذين قبلهم ، لأنهم عملوا لمصلحة يحصلونها ، والذين قبلهم عملوا من أجل المدح > والجلالة في أعين الناس ، ولا يحصل لهم طائل ، والنوع الأول أعقل من هؤلاء ، لأنهم > عملوا لله وحده لا شريك له ، لكن لم يطلبوا منه الخير الكثير الدائم وهو الجنة ، ولم يهربوا > من الشر العظيم وهو النار . > > النوع الرابع: أن يعمل بطاعة الله مخلصاً في ذلك لله وحده لا شريك له ، لكنه على > عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله أو تصدقوا أو >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام