> صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم كفر أو شرك أكبر > يخرجهم من الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة ، يريدون بها ثواب الله في الدار > الآخرة ، لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام وتمنع قبول أعمالهم . فهذا النوع أيضاً قد > ذكر في هذه الآية عن أنس بن مالك وغيره ، وكان السلف يخافون منها ، قال بعضهم: لو > أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت ، لأن الله يقول ! 2 < إنما يتقبل الله من المتقين > 2 ! [ المائدة: 27 ] ثم قال: بقي أن يقال: إذا عمل الرجل الصلوات الخمس والزكاة > والصوم والحج ابتغاء وجه الله طالبا ثواب الآخرة ، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً قاصداً بها > الدنيا مثل أن يحج فرضه لله ، ثم يحج بعده لأجل الدنيا ، كما هو واقع ، فهو لما غلب عليه > منهما . وقد قال بعضهم: القرآن كثيراً ما يذكر أهل الجنة الخلص ، وأهل النار الخلص ، > ويسكت عن صاحب الشائبتين وهو هذا وأمثاله . انتهى . وقد أجاد وأفاد رحمه الله . > > وفي الآية من الفوائد أن الشرك محبط للأعمال ، وأن إرادة الدنيا وزينتها بالعمل > كذلك ، وأن الله يجازي الكافر بحسناته ، وكذلك طالب الدنيا ، ثم يفضي إلى الآخرة وليس > له حسنة . الخامسة شدة الوعيد على ذلك . السادسة الفرق بين الحبوط والبطلان . > > قال في: ' الصحيح ' عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ' تعس عبد الدينار ، > وتعس عبد الدرهم ، وتعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي ، وإن لم > يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل > الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة ، كان في الحراسة ، وإن كان في > الساقة ، كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع ' . قوله: في > ' الصحيح ' أي: صحيح البخاري . > > قوله: ' تعس عبد الدينار ' هو بكسر العين ، ويجوز الفتح ، أي: سقط والمراد هنا: > هلك ، قاله الحافظ . وقال في موضع آخر: وهو ضد سعد ، أي: شقي . وقيل معنى > التعس: الكبة على الوجه . قال أبو السعادات: يقال: تعس يتعس ، إذا عثر ، وانكب > لوجهه ، وهو دعاء عليه بالهلاك . > > قوله: ' تعس عبد الخميصة ' قال أبو السعادات: هو ثوب خز أو صوف معلم وقيل: لا >