> تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة ، وكانت من لباس الناس قديماً ، وجمعها > الخمائص . والخميلة بفتح الخاء المعجمة ، قال أبو السعادات: الخميل والخميلة: القطيفة ، > وهي ثوب له خمل من أي شيء كان ، وقيل: الخميل الأسود من الثياب . > > قوله: ' تعس وانتكس ' قال الحافظ: هو بالمهملة أي: عاوده المرض . وقال أبو > السعادات ، أي انقلب على رأسه ، وهو دعاء عليه بالخيبة ، أن من انتكس في أمره خاب > وخسر . وقال الطيبي: وفيه الترقي بالدعاء عليه ، لأنه إذا تعس انكب على وجهه ، فإذا > انتكس انقلب على رأسه بعد أن سقط . > > قوله: ' وإذا شيك ' أي: أصابته شوكة ' فلا انتقش ' . > قال أبو السعادات ، أي: إذا شاكته شوكة ، فلا يقدر على انتقاشها ، وهو إخراجها > بالمنقاش . > > وقال الحافظ: أي: إذا دخلت فيه شوكة لم يجد من يخرجها بالمنقاش ، قال: وفي > الدعاء عليه بذلك إشارة إلى عكس مقصوده ، لأن من عثر فدخلت في رجله الشوكة ، فلم > يجد من يخرجها يصير عاجزاً عن لسعي والحركة في تحصيل مصالح الدنيا . > > وقال الطيبي: المعنى أنه إذا وقع في البلاء لا يترحم عليه ، فإن من وقع في البلاء إذا > ترحم له الناس ربما هان الخطب عليه ، ويتسلى بعض التسلي ، وهؤلاء بخلافه ، بل يزيد > غيظهم بفرح الأعداء أو شماتتهم . > > فإن قيل: لم سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم . > > قيل: لما كان ذلك هو مقصوده ومطلوبه الذي عمل له ، وسعى في تحصيله بكل > ممكن حتى صارت نيته مقصورة علية يغضب ويرضى له صار عبداً له ، قال شيخ الإسلام: > فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم ، وعبد القطيفة ، وعبد الخميصة ، وذكر فيه ما هو دعاء > وخبر . وهو قوله: ' تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ' وهذه حال من أصابه شر لم يخرج > منه ، ولم يفلح لكونه تعس وانتكس ، فلا نال المطلوب ، ولا خلص من المكروه ، وهذه حال > من عبد المال . وقد وصف ذلك بأنه إن أعطي رضي ، وإن منع سخط كما قال تعالى: > ^ ( ومنهم من يلمزك في الصدقت فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا فيها إذا هم يسخطون * ) ^ > [ التوبة: 58 ] فرضاهم لغير الله ، وسخطهم لغير الله ، وهكذا حال من كان متعلقاً برئاسة أو > بصورة ، أو نحو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضى ، وإن لم يحصل له سخط ، فهذا > عبد ما يهواه من ذلك ، وهو رقيق له ، إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب > وعبوديته ، فما استرق القلب واستعبده ، فهو عبده إلى أن قال: وهكذا أيضاً طالب المال فإن > ذلك يستعبده ويسترقه . >