> > وهذه الأمور نوعان: فمنها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشربه ومنكحه > ومسكنه ونحو ذلك ، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده ، يستعمله في > حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه ، وبساطه الذي يجلس عليه من غير أن يستعبدوه فيكون > هلوعاً > > ومنها ما لا يحتاج إليه العبد ، فهذه ينبغي أن لا يعلق قلبه بها ، فإذا تعلق قلبه بها ، صار > مستعبداً لها وربما صار مستعبداً معتمداً على غير الله فيها ، فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله ، > ولا حقيقة التوكل عليه ، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله ، وشعبة من التوكل على غير الله ، > وهذا من أحق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم: ' تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، وتعس عبد > الخميصة ، تعس عبد الخميلة ' وهذا هو عبد لهذه الأمور ، ولو طلبها من الله ، فإن الله إذا > أعطاه إياه رضي ، وإن منعه إياها سخط . وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخط ما > يسخط الله ، ويحب ما أحب الله ورسوله ، ويبغض ما أبغض الله ورسوله ، ويوالي أولياء الله ، > ويعادي أعداء الله فهذا الذي استكمل الإيمان ، انتهى ملخصاً . > > قوله: ' طوبى لعبد ' قال أبو السعادات: طوبى اسم الجنة ، وقيل: هي شجرة فيها . > > قلت: قد روى ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجاً حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن > أبي سعيد في حديث فقال رجل: يا رسول الله وما طوبى ؟ قال: ' شجرة في الجنة مسيرة مائة > سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ' رواه حرملة عنه . > > ورواه أحمد في ' مسنده ' من حديث عتبة بن عبد السلمي جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم > فسأله عن الحوض وذكر الجنة . ثم قال الأعرابي: وفيها فاكهة ؟ قال: ' نعم وفيها شجرة > تدعى طوبى ' الحديث . >