فهرس الكتاب
الصفحة 449 من 639

> > وقيل: الإخلاص استواء أحوال العبد في الظاهر والباطن ، والرياء أن يكون ظاهره > خيراً من باطنه ، أي: لملاحظة الخلق ، والصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من > ظاهره . > > قوله: ' فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجُل ' فسر الشرك الخفي بهذا أن يعمل > الرجل العمل لله ، لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونحو ذلك ، لما يرى من نظر رجل > فهذا هو الشرك الخفي ، وهو الرياء ، والحامل له على ذلك هو حب الرياسة ، والجاه عند > الناس . قال الطيبي: وهو من أضر غوائل النفس ، وبواطن مكائدها ، يبتلى به العلماء > والعباد ، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة ، فإنهم مهما قهروا أنفسهم ، > وفطموها عن الشهوات ، وصانوها عن الشبهات ، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي > الظاهرة ، الواقعة على الجوارح ، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر بالخير ، وإظهار العلم > والعمل ، فوجدت مخلصاً من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ، ولم تقنع باطلاع > الخالق تبارك وتعالى ، وفرحت بحمد الناس ، ولم تقنع بحمد الله وحده ، فأحب مدحهم ، > وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل فأصابت النفس في ذلك أعظم > اللذات ، وأعظم الشهوات . وهو يظن أن حياته بالله تعالى وبعبادته ، وإنما حياته هذه الشهوة > الخفية التي تعمى عن دركها العقول الناقدة ، قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين ، وهو يظن > أنه عند الله من عباده المقربين . وهذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون ، ولذلك > قيل: آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة . انتهى كلامه . > > وفي الحديث من الفوائد شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم ، وأن الرياء أخوف على > الصالحين من فتنة الدجال ، والحذر من الرياء ومن الشرك الأكبر ، إذ كان صلى الله عليه وسلم يخاف الرياء > على أصحابه مع علمهم وفضلهم ، فغيرهم أولى بالخوف . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام