> لخفائه وقوة الداعي إليه ، وعسر التخلص منه لما يزينه الشيطان ، والنفس الأمارة في قلب > صاحبه . > > قوله: ' قالوا: بلى ' . فيه الحرص على العلم ، وأن من عرض عليك أن يخبرك بما فيك > فلا ينبغي لك رده ، بل قابله بالقبول والتعلم . > > قوله: قال: ' الشرك الخفي ' سُمي الرياء شركاً خفياً ، لأن صاحبه يظهر أن عمله لله ، > ويخفي في قلبه أنه لغيره ، وإنما تزين بإظهاره أنه لله بخلاف الشرك الجلي . > > وفي حديث محمود بن لبيد الذي تقدم في باب الخوف من الشرك تسميته بالشرك > الأصغر . > > وعن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول صلى الله عليه وسلم ، الشرك الأصغر . > رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ' الإخلاص ' وابن جرير في ' التهذيب ' والطبراني والحاكم > وصححه . فظاهره أنه من الأصغر مطلقاً ، وهو ظاهر قول الجمهور . > > وقال ابن القيم: وأما الشرك الأصغر ؛ فكيسير الرياء والتصنع للخلق ، والحلف بغير > الله ، وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت ، وهذا من الله ومنك ، وأنا بالله وبك ، وما لي > إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا ، وقد يكون > هذا شركاً أكبر بحسب حال قائله ومقصده انتهى > > ففسر الشرك الأصغر باليسير من الرياء ، فدل على أن كثيره أكبر ، وضد الشرك الأكبر > والأصغر التوحيد والإخلاص ، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة باطناً وظاهراً كما قال تعالى: > ! 2 < فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص > 2 ! [ الرمز: 2 - 3 ] وقال تعالى: > ! 2 < قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين > 2 ! [ الزمر: 11 ] وقال تعالى: ! 2 < قل الله أعبد مخلصا له ديني > 2 ! [ الزمر: 14 ] . >