فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 639

> فيما جاء به دون من عداهم ، والتحقيق أن العطف يتضمن المعنيين ، فأتباعه هم أهل البصيرة . > الذين يدعون إلى الله . > > وفي الآية مسائل نبه عليها المصنف منها التنبيه على الإخلاص ، لأن كثيراً ولو دعا إلى > الحق فهو يدعو إلى نفسه . ومنها أن البصيرة من الفرائض ، ووجه ذلك أن اتباعه [ صلى الله عليه وسلم ] > واجب ، وليس اتباعه حقاً ' إلا أهل البصيرة ، فمن لم يكن منهم فليس من أتباعه ، فتعين أن > البصيرة من الفرائض . ومنها أن من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه لله عز وجل عن المسبة ، > ومنها أن من أقبح الشرك كونه مسبة لله . ومنها إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير معهم > ولو لم يشرك ، وكل هذه الثلاث في قوله: ( سبحان الله ) الآية . > > قال: وعن ابن عباس أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: ' إنك تأتي > قوماً من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ' وفي رواية: ' إلى > أن يوحدوا الله ' فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل > يوم وليلة ؛ فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقَةً تؤخذُ من أغنيائهم > فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فإيَّاكَ وكرائم أموالهم: واتقِِ دعوةَ المظلوم ، فإنه > ليس بينها وبين الله حجاب ' أخرجاه . > > ش: قوله: ( لما بعث معاذاً إلى اليمن ) . قال الحافظ: كان بعث معاذاً إلى اليمن سنة > عشر قبل حج النبي [ صلى الله عليه وسلم ] كما ذكره المصنف - يعني البخاري - في أواخر المغازي . وقيل: > كان ذلك في آخر سنة تسع عند منصرفه [ صلى الله عليه وسلم ] من تبوك . رواه الواقدي بإسناده إلى كعب بن > مالك ، وأخرجه ابن سعد في ' الطبقات ' عنه ثم حكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة > عشر . وقيل: بعثه عام الفتح سنة ثمان . واتفقوا أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد > أبي بكر ، ثم توجه إلى الشام فمات بها ؛ واختلف هل كان معاذ والياً أو قاضياً ، فجزم ابن >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام