> عبد البر بالثاني ، والغساني بالأول . > > قلت: الظاهر أنه كان والياً قاضياً . > > قوله: ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ) . قال القرطبي: يعني به اليهود والنصارى ، > لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب ، وإنما نبهه على هذا ليتهيأ > لمناظرتهم ، ويعد الأدلة لامتحانهم ، لأنهم أهل علم سابق ، بخلاف المشركين وعبدة > الأوثان . وقال الحافظ: هو كالتوطئة للوصية ليجمع همته عليها ، ثم ذكر معنى كلام > القرطبي . > > قلت: وفيه أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل ، والتنبيه على أنه ينبغي للإنسان > أن يكون على بصيرة في دينه ، لئلا يبتلى بمن يورد عليه شبهة من علماء المشركين ، ففيه > التنبيه على الاحتراز من الشبه ، والحرص على طلب العلم . > > قوله: ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) . يجوز رفع ' أول ' مع نصب > ' شهادة ' وبالعكس . > > قوله: وفي رواية: ' إلى أن يُوحدوا الله ' هذه الرواية في التوحيد من ' صحيح البخاري ' > وفي بعض الروايات: ' فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني سول الله ' وفي بعضها ' وأن > محمداً رسول الله ' وأكثر الروايات فيها ذكر الدعوة إلى الشهادتين . وأشار المصنف رحمه الله > بإيراد هذه الرواية إلى التنبيه على معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، إذ معناها توحيد الله بالعبادة ، > وترك عبادة ما سواه . فلذلك جاء الحديث مرة بلفظ ' شهادة أن لا إله إلا الله ' > ومرة ' إلى أن > يوحدوا الله ' ومرة ' فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله > افترض عليهم خمس صلوات ' وذلك هو الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله الذي قال الله فيه: > ^ ( فَمَن يَكفُر بِالطغُوتِ وَيُؤمِن بِالله فَقَدِ استمسَكَ بِالعُروَة الوُثَقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا ) ^ [ البقرة: > 250 ] . > > ومعنى الكفر بالطاغوت: هو خلع الأنداد والآلهة التي تدعى من دون الله من القلب ، > وترك الشرك بها رأساً ، وبغضه وعداوته . ومعنى الإيمان بالله: هو إفراده بالعبادة التي تتضمن > غاية الحب بغاية الذل والانقياد لأمره ، وهذا هو الإيمان بالله: المستلزم للإيمان بالرسل عليهم > السلام ، المستلزم لإخلاص العبادة لله تعالى ، وذلك هو توحيد الله تعالى ودينه الحق > المستلزم للعلم النافع ، والعمل الصالح ، وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله ، وحقيقة > المعرفة بالله ، وحقيقة عبادته وحده لا شريك له . فلله ما أفقه من روى هذا الحديث بهذه > الألفاظ المختلفة لفظاً المتفقة معنى ، فعرفوا أن المراد من شهادة أن لا إله إلا الله هو الإقرار > بها علماً ونطقاً وعملاً ، خلافاً لما يظنه بعض الجهال أن المراد من هذه الكلمة هو مجرد >