> النطق بها ، أو الإقرار بوجود الله أو ملكه لكل شيء من غير شريك ، فإن هذا القدر قد عرفه > عباد الأوثان وأقروا به فضلاً عن أهل الكتاب ، ولو كان كذلك لم يحتاجوا إلى الدعوة إليه . > > وفيه دليل على أن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، وترك > عبادة ما سواه هو أول واجب ، فلهذا كان أول ما دعت إليه الرسل عليهم السلام ، كما قال > تعالى: ! 2 < وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون > 2 ! > [ الأنبياء: 25 ] . > > وقال: ^ ( وَلَقَد بَعَثَنَا فِي كُلِ أُمَةٍ رَسُولاً أَن اعبُدُوا اللهَ واجتَنِبُوا الطَغُوتَ ) ^ > [ النحل: > 36 ] . > > قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقد علم بالاضطرار من دين الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ، واتفقت عليه > الأمة أن أصل الإسلام ، وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً > رسول الله ، فبذلك يصير الكافر مسلماً ، والعدو ولياً ، والمباح دمه وماله معصوم الدم > والمال ، ثم إن كان ذلك من قلبه ، فقد دخل في الإيمان ، وإن قاله بلسانه دون قلبه ، فهو > في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان ، وفيه البداءة في الدعوة والتعليم بالأهم فالأهم ، > واستدل به من قال من العلماء: إنه لا يشترط في صحة الإسلام النطق بالتبري من كل دين > يخالف دين الإسلام ، لأن اعتقاد الشهادتين يستلزم ذلك وفي ذلك تفصيل . > > وفيه: أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين . قال شيخ الإسلام: فأما > الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين ، وهو كافر باطناً وظاهراً > عند سلف الأمة وأئمتها ، وجماهير علمائها . > > قلت: هذا والله أعلم فيمن لا يقر بهما أو بإحداهما ، أما من كفره مع الإقرار بهما ففيه > بحث ، والظاهر أن إسلامه هو توبته عما كفر به . > > وفيه أن الإنسان قد يكون قارئاً عالماً وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله أو يعرفه ولا > يعمل به ، نبه عليه المصنف . > > وقال بعضهم: هذا الذي أمر به النبي [ صلى الله عليه وسلم ] معاذاً ، هو الدعوة قبل القتال التي كان يوصي > بها النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أمراءه قلت: فعلى هذا فيه استحباب الدعوة قبل القتال لمن بلغته الدعوة ، أما > من لم تبلغه فتجب دعوته . > > قوله: ( فإن هم أطاعوك لذلك ) ، أي: شهدوا وانقادوا لذلك . > > قوله: ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ) ، فيه أن الصلاة بعد التوحيد > والإقرار بالرسالة أعظم الواجبات وأحبها ، واستدل به على أن الكفار غير مخاطبين بالفروع > حيث دعاهم أولاً إلى التوحيد فقط ، ثم دعوا إلى العمل ورتب ذلك عليها بالفاء ، وأيضاً