فهرس الكتاب
الصفحة 92 من 639

> > قال: ولمسلم عن جابر أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال: ' من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل > الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ' . > > ش: جابر: هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام بمهملتين الأنصاري ثم السلمي > بفتحتين ، صحابي جليل مكثر ، ابن صحابي ، له ولأبيه مناقب مشهورة رضي الله عنهما . > مات بالمدينة بعد السبعين ، وقد كف بصره وله أربع وتسعون سنة . > > قوله: ' من لقي الله لا يشرك به شيئا ' . قال القرطبي: أي: من لم يتخذ معه شريكاً في > الإلهية ولا في الخلق ، ولا في العبادة . ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند أهل السنة > أن من مات على ذلك ، فلا بد له من دخول الجنة وإن جرت عليه قبل ذلك أنواع من العذاب > والمحنة ، وإن مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ، ويخلد في النار أبد > الآباد من غير انقطاع عذاب ، ولا تصرم آماد ، وهذا معلوم ضروري من الدين ، مجمع عليه > بين المسلمين . > > وقال النووي: أما دخول المشرك إلى النار ، فهو على عمومه ، فيدخلها ويخلد فيها ، > ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني ، وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة من المرتدين > والمعطلين ، ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عناداً وغيره ، ولا بين من خالف ملة الإسلام > وبين من انتسب إليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك . وأما دخول من مات غير مشرك > الجنة ، فهو مقطوع له به ، لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصراً عليها دخل الجنة > أولاً ، وإن كان صاحب كبيرة مات مصراً عليها ، فهو تحت المشيئة ، فإن عفا عنه دخل > الجنة أولاً ، وإلا عذب في النار ثم أخرج فيدخل الجنة . > > وقال غيره: اقتصر على نفي الشرك لاستدعائه التوحيد بالاقتضاء ، واستدعائه إثبات > الرسالة باللزوم ، إذ من كذب رسل الله ، فقد كذب الله ، ومن كذب الله ، فهو مشرك ، وهو > قولك: من توضأ صحت صلاته ، أي مع سائر الشروط فالمراد من مات حال كونه مؤمنا > بجميع ما يجب الإيمان به إجمالاً في الإجمالي ، وتفصيلاً في التفصيلي . > > قلت: قد تقدم بعض ما يتعلق بذلك في باب فضل التوحيد . > > قال المصنف: وفيه تفسير لا إله إلا الله ، كما ذكره البخاري في ' صحيحه ' يعني أن > معنى لا إله إلا الله: ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة والبراءة ممن عبد سواه كما بينه > الحديث ، وفيه فضيلة من سلم من الشرك . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام