فهرس الكتاب
الصفحة 591 من 639

> > ش قوله: ' يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ' إلى آخره . ابنه هذا هو الوليد بن عبادة > كما صرح به الترمذي في روايته ، وفيه أن للإيمان طعماً ، وهو كذلك ، فإن له حلاوة > وطعماً ، من ذاقه تسلى به عن الدنيا وما عليها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' ثلاثُ من كن فيه وجد > حلاوة الإيمان . . . ' الحديث وإنما يكون العبد كذلك إذا كان مؤمناً بالقدر ، إذ يمتنع أن > توجد الثلاث فيه وهو لا يؤمن بالقدر بل يكذب به ويرد على الله كلامه وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم > مقالته ، فإن المحبة التامة تقتضي المتابعة التامة ، فمن لم يؤمن بالقدر ، لم يكن الله ورسوله > أحب إليه مما سواهما ، فلا يجد حلاوة الإيمان ولا طعمه ، بل إن كان منكراً للعلم القديم ، > فهو كافر كما تقدم ، ولهذا روي عن بعض الأئمة القدرية الكبار بإسناد صحيح أنه قال لما > ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه ' حدثني الصادق المصدوق ' الحديث: لو سمعت > الأعمش يقول هذا لكذبته ، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا لأجبته ، ولو سمعت > عبد الله بن مسعود يقول هذا ما قبلته ، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته ، وذكر > كلمة بعدها . فهذا كفر صريح نعوذ بالله من موجبات غضبه ، وأليم عقابه . وقد بين في > الحديث كيفية الإيمان بالقدر: أن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن > ليصيبه ، وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر رضي الله عنه: ' لا يُؤمن عبد حتى يُؤمن > بالقدر خَيرِهِ وشرهِ ، حتى أن ما أصابهُ لم يكن ليُخطئه ، وما أخطأهُ لم يكن ليُصيبهُ ' رواه > الترمذي ، والمعنى: أن العبد لا يؤمن حتى يعلم أن ما يصيبه إنما أصابه في القدر ، أي: > ما قدر عليه من الخير والشر ، لم يكن ليخطئه ، أي: يجاوزه فلا يصيبه ، وإنما أخطأه من > الخير والشر في القدر ، أي: لم يقدر عليه ، ما لم يكن ليصيبه ، كما قال تعالى: ^ ( ما أصاب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام