> رواه مسلم . > > ش: ' قوله: وقال ابن عمر ': هو عبد الله بن عمر بن الخطاب . > > قوله: لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً ، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه الخ . هذا > قول ابن عمر لغلاة القدرية الذين أنكروا أن يكون الله تعالى عالماً بشيء من أعمال العباد قبل > وقوعها منهم ، وإنما يعلمها بعد كونها منهم كما تقدم عنهم . قال القرطبي: ولا شك في > تكفير من ذهب إلى ذلك ، فإنه جحد معلوم من الشرع بالضرورة ، ولذلك تبرأ منهم ابن > عمر ، وأفتى بأنهم لا تقبل منهم أعمالهم ولا نفقاتهم ، وأنهم كمن قال الله فيهم: ^ ( وما > منعهم أن تقبل منهم نفقتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ) ^ [ التوبة: 54 ] وهذا > المذهب قد ترك اليوم ، فلا يعرف من ينسب إليه من المتأخرين من أهل البدع المشهورين . > فقال شيخ الإسلام لما ذكر كلام ابن عمر هذا: وكذلك كلام ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، > وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسائر أئمة > المسلمين فيهم كثير ، حتى قال فيهم الأئمة كمالك ، والشافعي ، و > أحمد بن حنبل > وغيرهم: إن المنكرين لعلم الله المتقدم ينكرون القدر . > > وقوله: ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ' الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، > واليوم الأخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ' فجعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كأنه لما سئل عن > الإسلام ، ذكر أركان الإسلام الخمسة لأنها أصل الإسلام ، ولما سئل عن الإيمان أجاب > بقوله: ' أن تؤمن بالله ' إلى آخره . فيكون المراد حينئذ بالإيمان جنس تصديق القلب ، > وبالإسلام جنس العمل ، والقرآن والسنة مملوءان بإطلاق الإيمان على الأعمال ، كما هما > مملوءان بإطلاق الإسلام على الإيمان الباطن ، مع ظهور دلالتهما أيضاً على الفرق بينهما ، > ولكن حيث أفرد أحد الاسمين دخل فيه الآخر ، وإنما يفرق بينهما حيث فرق بين الاسمين ، > ومن أراد تحقيق ما أشرنا إليه فليراجع كتاب ' الإيمان ' الكبير لشيخ الإسلام . إذا تبين هذا ، > فوجه استدلال ابن عمر بالحديث من جهة أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الإيمان بالقدر من أركان > الإيمان ، فمن أنكره لم يكن مؤمناً ، إذ الكافر بالبعض كافر بالكل ، فلا يكون مؤمناً متقياً ، > والله لا يقبل إلا من المتقين . وهذا قطعة من حديث جبريل عليه السلام ، وقد أخرجه مسلم > بطوله أول كتاب الإيمان في ' صحيحه ' من حديث يحيى بن معمر عن ابن عمر ، ولفظه: عن > يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا > وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب >