فهرس الكتاب
الصفحة 545 من 639

> كلام ولا إرادة تقوم به ، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلاً وشرعاً ولغة وفطرة ، وهو يقابل > إلحاد المشركين ، فإن أولئك أعطوا من أسمائه وصفاته لآلهتهم ، وهؤلاء سلبوا كماله ، > وجحدوها ، وعطلوها وكلاهما ألحد في أسمائه ، ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا > الإلحاد ، فمنهم الغالي والمتوسط والمتلوث ، وكل من جحد شيئاً مما وصف الله به نفسه ، > أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في ذلك فليقل أو ليستكثر . > > وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه ، تعالى الله عما يقول المشبهون علواً كبيراً ، فهذا > الإلحاد في مقابله إلحاد المعطلة ، فإن أولئك نفوا صفات كماله وجحدوها ، وهؤلاء شبهوها > بصفات خلقه ، فجمعهم الإلحاد ، وتفرقت بهم طرقه ، وبرأ الله أتباع رسوله ، وورثته القائمين > بسنته عن ذلك كله ، فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه ، ولم يجحدوا صفاته ، ولم يشبهوها > بصفات خلقه ، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظاً ولا معنى ، بل أثبتوا له الأسماء > الصفات ، ونفوا عنه مشابهة المخلوقات فكان إثباتهم بريئاً من التشبيه ، وتنزيههم خالياً من > التعطيل ، لا كمن شبه كأنه يعبد صنماً ، أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدماً ، وأهل السنة > وسط في النحل ، كما أن أهل الإسلام وسط في الملل توقد مصابيح معارفهم من شجرة > مباركة زيتونة ، لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ، ولو لم تمسه نار نور على نور يهدي > الله لنوره من يشاء ! 2 < سيجزون ما كانوا يعملون > 2 ! وعيد وتهديد . > > قوله: ^ ( يُلحدُونَ في أَسمَئِهِ ) ^ يشركون ، أي: يشركون غيره في أسمائه كتسميتهم > الصنم إلهاً ، ويحتمل أن المراد الشرك في العبادة ، لأن أسماءه تعالى تدل على التوحيد ، > فالإشراك بغيره إلحاد في معاني أسمائه سبحانه وتعالى لا سيما مع الإقرار بها ، كما كانوا > يقرون بالله ويعبدون غيره ، فهذا الاسم وحده أعظم الأدلة على التوحيد ، فمن عبد غيره ؛ > فقد ألحد في هذا الاسم ، وعلى هذا بقية الأسماء ، وهذا الأثر لم يروه ابن أبي حاتم عن > ابن عباس إنما رواه عن قتادة فاعلم ذلك . > > قوله: ' وعنه: سَموا اللات من الإله ، والعُزى من العزيز ' . هذا الأثر معطوف على > سابقه ، أي: رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وكذلك الأثر الثاني عن الأعمش معطوف > على سابقه أي: رواه ابن أبي حاتم عنه . > > والأعمش اسمه سليمان بن مهران أبو محمد الكوفي الفقيه ثقة حافظ ورع مات سنة > 147 وكان مولده أول سنة 61 . > > قوله: ' يدخِلُونَ فيها مَا ليس مِنها ' أي: كتسمية النصارى له أباً ونحوه كما سبق . > > > > > >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام