فهرس الكتاب
الصفحة 544 من 639

> انفردت بعلمه ، وليس المراد انفراده بالمسمى به ، لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي > أنزل بها كتابه . > > ومن هذا قوله عليه السلام في حديث الشفاعة ' فيفتحُ علي من مَحامِدِهِ بما لا أُحْسِنُهُ > الآن ' وتلك المحامد هي بأسمائه وصفاته . > > ومنه قوله: ' لا أُحْصِي ثناءً عليك أَنت كما أَثنيتَ على نفسك ' > > وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ' إن لله تِسْعَةً وتسعين اسْماً من أَحْصاها دخلَ الجنَّة ' فالكلام جملة > واحدة ، وقوله: ' من أحصاها دخل الجنة ' صفة لا خبر مستقبل ، والمعنى: له أسماء متعددة > من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة ، وهذا كقولك: لفلان ألف شاة أعدها للأضياف فلا > يدل على أنه لا يملك غيرها . وهذا لا خلاف بين العلماء فيه . > > وقوله تعالى: ^ ( وَذرُواْ الذين يُلحِدُونَ في أسمَئهِ ) ^ [ الأعراف: 180 ] أي: اتركوهم ، > وأعرضوا عن مجادلتهم ، قال ابن القيم: والإلحاد في أسمائه: هو العدول بها وبحقائقها > ومعانيها عن الحق الثابت لها ، وهو مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادة اللحد ، ومنه > اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط ، ومنه اللحد في الدين المائل عن > الحق إلى الباطل . > > إذا عرف هذا فالإلحاد في أسمائه: - > > أحدها: أن يسمي الأصنام بها ، كتسميتهم اللات من الإله ، والعزى من العزيز ، > وتسميتهم الصنم إلهاً ، وهذا إلحاد حقيقة ، فهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة . > > الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله ، كتسمية النصارى له أباً وتسمية الفلاسفة له موجباً > بذاته ، أو علة فاعلة بالطبع ، ونحو ذلك . > > وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص ، كقول أخبث اليهود: إنه فقير ، > وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق خلقه ، وقولهم: يد الله مغلولة ، وأمثال ذلك مما هو > إلحاد في أسمائه وصفاته . > > ورابعها: تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها ، وجحد حقائقها ، كقول من يقول من > الجهمية ، وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة ، لا تتضمن صفات ، ولا معاني ، فيطلقون عليه اسم > السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم ، ويقولون: لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام