> مخاصمة في مسيل ماء قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضاء ، فلم يرضه الأنصاري ، فنفى تعالى > عنه الإيمان بذلك ، فما ظنك بمن لم يرض بقضائه صلى الله عليه وسلم ، وأحكامه في أصول الدين > وفروعه ؟ ! بل إذا دعوا إلى ذلك تولوا وهم معرضون ، ولم يكفهم ذلك حتى صدوا الناس > عنه ، ولم يكفهم ذلك حتى كفروا ، أو بدعوا من اتبعه صلى الله عليه وسلم وحكمه في أصول الدين > وفروعه ، ورضي بحكمه في ذلك ولم يبغ عنه حولاً . > > وقوله تعالى: ^ ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من ديركم ما فعلوه إلا > قليلُُ منهم ) ^ [ النساء: 66 ] > > المعنى والله أعلم أي: لو أوجبنا عليهم مثل ما أوجبنا على بنى إسرائيل من قتلهم > أنفسهم ، أو خروجهم من ديارهم حين استتيبوا من عبادة العجل ! 2 < ما فعلوه إلا قليل منهم > 2 ! > وهذا توبيخ لمن لم يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد الشجار ، أي: نحن لم نكتب عليهم ذلك ، > بل إنما أوجبنا عليهم ما في وسعهم ، فما لهم لا يحكمونك ، ولا يرضون بحكمك ؟ ! > > ثم قال تعالى ^ ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً * وإذا لأتينهم من لدنا أجراً عظيماً ولهدينهم صراطاً مستقيماً * ) ^ [ النساء: 66 - 68 ] . > > قال ابن القيم: أخبر تعالى أنهم لو فعلوا ما يعظهم به ، وهو أمره ونهيه المقرون بوعده > ووعيده لكان فعل أمره ، وترك نهيه خيراً لهم في دينهم ودنياهم ، وأشد تثبيتاً لهم على الحق ، > وتحقيقاً لإيمانهم ، وقوة لغرائمهم وإراداتهم ، وثباتاً لقلوبهم عند جيوش الباطل ، وعند > وإراداته الشبهات المضلة ، والشهوات المردية . فطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هي سبب ثبات > القلب ، وقوته قوة عزائمه وإرادته ، ونفاذ بصيرته ، وهذا دليل على أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تثمر > الهداية ، وثبات القلب عليها ، ومخالفته تثمر زيغ القلب ، واضطرابه ، وعدم ثباته . > ثم قال تعالى: ^ ( وإذا لأتينهم من لدنا أجراً عظيماً * ولهدينهم صراطاً مستقيماً * ) ^ > فهذه أربعة أنواع من الجزاء المرتب على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أحدها: حصول الخير المطلق >