فهرس الكتاب
الصفحة 472 من 639

> بها . الثاني: التثبت والقوة المتضمن للنصر والغلبة . والثالث: حصول الأجر العظيم لهم في > الآخرة . والرابع: هدايتهم الصراط المستقيم . وهذه الهداية هي هداية ثانية أوجبتها طاعة > الرسول صلى الله عليه وسلم فطاعته صلى الله عليه وسلم ثمرة الهداية السابقة عليها فهي محفوفة بهداتين: هداية قبلها وهي > سبب الطاعة ، وهداية بعدها هي ثمرة لها ، وهذا يدل على انتفاء هذه الأمور الأربعة عند > انتفاء طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم > > ثم قال تعالى: ^ ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين > والصديقين والشهداء والصلحين وحسن أولئك رفيقاً * ) ^ [ النساء: 69 ] . > > قال ابن القيم: فأخبر سبحانه أن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم توجب مرافقة المنعم عليهم ، > وهم أهل السعادة الكاملة ، وهم أربعة أصناف النبيون وهم أفضلهم ثم الصديقون وهم بعدهم > في الدرجة ، ثم الشهداء ، ثم الصالحون فهؤلاء المنعم عليهم النعمة التامة ، وهم السعداء > الفائزون ، ولا فلاح لأحد إلا بموافقتهم ، والكون معهم ، ولا سبيل إلى مرافقتهم إلا بطاعة > الرسول صلى الله عليه وسلم ولا سبيل إليها إلا بمعرفة سنته وما جاء به فدل على أن من عدم العلم بسنته > وما جاء به ، فليس له إلى مرافقة هؤلاء سبيل ، بل هو ممن يعض على يديه يوم القيامة ، > ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً . > > > قلت: ما لمن لم يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع إلى مرافقة هؤلاء المنعم عليهم > سبيل ، وكيف يكون له سبيل إلى ذلك ، وعنده أن من حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع ، > فهو إما زنديق أو مبتدع ، وأنى له بطاعة الله ورسوله ، وهذا أصل اعتقاده الذي بنى عليه > دينه ، ومع ذلك يحسبون أنهم مهتدون إذا حكموا غير الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونبذوا حكمه وراء > ظهورهم كأنهم لا يعلمون . > > قال المصنف وقوله: ! 2 < ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها > 2 ! [ الأعراف: 56 ] . > > > قال أبو بكر بن عياش في الآية: إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أهل الأرض ، وهم في > فساد فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فمن دعا إلى خلاف ما جاء به به محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو من > المفسدين في الأرض . وقال ابن القيم: قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي > والدعاء إلى غير طاعة الله ، فإن عبادة غير الله ، والدعوة إلى غيره ، والشرك به هو أعظم فساد في الأرض ، > بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ، ومخالفة أمره . فالشرك والدعوة إلى غير > الله ، وإقامة معبود غيره ، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو أعظم الفساد في الأرض ، ولا > صلاح لها ولا لأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود ، والدعوة له لا لغيره ، والطاعة > والاتباع لرسوله ليس إلا . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام