> > وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته ، > فلا سمع له ولا طاعة ، ومن تدبر أحوال العالم ، وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله > وعبادته ، وطاعة رسوله ، وكل شر في العالم ، وفتنة وبلاء ، وقحط وتسلط عدو وغير ذلك ، > فسببه مخالفة رسوله ، والدعوة إلى الله ورسوله انتهى . وبهذا يتبين وجه مطابقة الآية > للترجمة ، لأن من يدعو إلى التحاكم إلى غير ما أنزل الله وإلى الرسول ، فقد أتى بأعظم > الفساد . > > قال وقوله: ! 2 < وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون > 2 ! [ البقرة: > 11 ] . > > قال أبو العالية في الآية يعني: لا تعصوا في الأرض ، وكان فسادهم ذلك معصية لله ، > لأن من عصى الله في الأرض ، أو أمر بمعصية الله ، فقد أفسد في الأرض ، لأن صلاح > الأرض والسماء بالطاعة . قلت: ومطابقة الآية للترجمة ظاهر ، لأن من دعا إلى التحاكم إلى > غير ما أنزل الله ، فقد أتى بأعظم الفساد . وفي الآية دليل على وجوب اطراح الرأي مع السنة ، > وإن ادعى صاحبه أنه مصلح ، وأن دعوى الإصلاح ليس بعذر في ترك ما أنزل الله ، والحذر > من العجب بالرأي . > > قال وقوله: ! 2 < أفحكم الجاهلية يبغون > 2 ! [ المائدة: 50 ] . > قال ابن كثير: ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى المشتمل على كل خير > وعدل ، الناهي عن كل شر إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها > الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات > والجهالات ، كما يحكم به التتار من السياسات المأخوذة عن جنكز خان الذي وضع لهم > كتاباً مجموعاً من أحكام اقتبسها من شرائع شتى من الملة الإسلامية وغيرها ، وفيها كثير من > الأحكام أخذها عن مجرد نظره ، فصار في بنيه شرعاً يقدمونه على الحكم بالكتاب والسنة ، > ومن فعل ذلك ، فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله ، فلا يحكم سواه > في قليل ولا كثير قال تعالى: ^ ( أفحكم الجهلية يبغون ) ^ ، أي: يريدون ! 2 < ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون > 2 ! ، أي: من أعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه ، وآمن > وأيقن ، وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين ، وأرحم بعباده من الوالدة بولدها فإنه تعالى العالم > بكل شيء ، القادر على كل شيء ، العادل في كل شيء . > > قلت وفي الآية إشارة إلى أن من ابتغى غير حكم الله ورسوله ، فقد ابتغى حكم > الجاهلية كائناً ما كان . > > قال: عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه >