فهرس الكتاب
الصفحة 469 من 639

> > والثاني: ان معناه قل لهم في معنى أنفسهم ، كما يقال: قل لفلان في كيت وكيت ، > أي: في ذلك المعنى قلت: وهذا القول أحسن ثم قال تعالى: ! 2 < وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله > 2 ! [ النساء: 64 ] قال ابن كثير: أي: إنما فرضت طاعته على من أرسله > إليهم . وقال ابن القيم: هذا تنبيه على جلالة منصب الرسالة ، وعظم شأنها ، وأنه سبحانه لم > يرسل رسله عليهم الصلاة والسلام إلا ليطاعوا بإذنه ، فتكون الطاعة لهم لهم لا لغيرهم ، لأن > طاعتهم طاعة مرسلهم ، وفي ضمنه ان من كذب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فقد كذب الرسل . > والمعنى أنك واحد منهم تجب طاعتك ، وتتعين عليهم كما وجبت طاعة من قبلك من > المرسلين ، فإن كانوا قد أطاعوهم كما زعموا وآمنوا بهم ، فما لهم لا يطيعونك ، ويؤمنون > بك ؟ ! والإذن هاهنا هو الإذن الأمري لا الكوني ، إذا لو كان إذنا كونياً قدرياً لما تخلفت > طاعتهم ، وفي ذكره نكتة وهي أنه بنفس إرساله تتعين طاعته ، وإرساله نفسه إذن في طاعته ، > فلا تتوقف على نص آخر سوى الإرسال بأمر فيه بالطاعة ، بل متى تحققت رسالته ، وجبت > طاعته . فرسالته نفسها متضمنة للإذن في الطاعة . ويصح أن يكون الإذن هاهنا إذناً كونياً > قدرياً ، ويكون المعنى: ليطاع بتوفيق الله وهدايته ، فتضمن الآية الأمرين الشرع والقدر ، > ويكون فيها دليل على أن أحداً لا يطيع رسله إلا بتوفيقه وإرشاده وهدايته ، وهذا حسن > جداً . والمقصود أن الغاية من المرسل هي طاعتهم ومتابعتهم ، فإذا كانت الطاعة والمتابعة > لغيرهم ، لم تحصل الفائدة المقصدوة من إرسالهم . > > وقوله ^ ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفروا لهم الرسول > لوجدوا الله تواباً رحيماً ) ^ [ النساء: 64 ] . > > قال ابن القيم: لما علم سبحانه أن المرسل إليهم لا بد لهم من ظلم لأنفسهم ، واتباع > لأهوائهم ، أرشدهم إلى ما يدفع عنهم شر ذلك الظلم وموجبه ، وهو شيئان: أحدهما منهم ، > وهو استغفارهم ربهم عز وجل ، والثاني من غيرهم وهو استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إذا > جاؤوه ، وانقادوا له ، واعترفوا بظلمهم ، فمتى فعلوا ذلك وجدوا الله تواباً رحيماً يتوب > عليهم فيمحوا أثر سيئاتهم ويقيهم شرها ، ويزيدهم مع ذلك رحمته وبره وإحسانه . > > فإن قلت: فما حظ من ظلم نفسه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية ؟ وهل كلام بعض > الناس في دعوى المجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم والاستعفار عنده والاستشفاع به ، والاستدلال بهذه الآية على ذلك صحيح أم لا ؟ > > قيل: أما حظ من ظلم نفسه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية فالاستغفار ، وأن يتوب > إلى الله توبة نصوحاً في كل زمان ومكان ، ولا يشترط في صحة التوبة المجيء إلى قبره ، > والاستغفار عنده بالإجماع ، وأما المجيء إلى قبره ، والاستغفار عنده ، والاستشفاع به ، > والاستدلال بالآية على ذلك ، فهو استدلال على ما لا تدل الآية عليه بوجه من وجوه >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام