> التي يسمونها القواطع ، فتطلبوا له وجوه التأويلات البعيدة ، وحملوه على شواذ اللغة التي لا > تكاد تعرف . > > وقوله تعالى ^ ( أؤلئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ) ^ . > > قال ابن كثير: أي: هذا الضرب من الناس هم المنافقون ، والله أعلم بما في قلوبهم ، > وسيجزيهم على ذلك ، فإنه لا تخفى عليه خافية ، فاكتف به يا محمد فيهم ، فإنه عالم > ببواطنهم وظواهرهم . > > وقوله تعالى: ! 2 < فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا > 2 ! [ النساء: > 63 ] . > > قال ابن القيم: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم بثلاثة أشياء . > أحدها: الإعراض عنهم إهانة لهم ، وتحقيراً لشأنهم ، وتصغيراً لأمرهم لا إعراض > متاركة وإهمال ، وبهذا يعلم أنها غير منسوخة . > > الثاني: قوله: وعظهم وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته ، إن اصروا على التحاكم > إلى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه . > > الثالث: قوله: وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً أي: يبلغ تأثيره إلى قلوبهم ليس قولاً > ليناً لا يتأثر به المقول له ، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول ، فهو قول يبلغ به مراد > قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيره إلى نفس المقول له ، ليس هو كالقول الذي يمر على الأذن صفحاً . > > وهذا القول البليغ يتضمن ثلاثة أمور: > أحدها: عظم معناه ، وتأثر النفوس به . > الثاني: فخامة ألفاظه وجزالتها . > الثالث: كيفية القائل في إلقائه إلى المخاطب فإن القول كالسهم ، والقلب كالقوس > الذي يدفعه وكالسيف ، والقلب كالساعد الذي يضربه . > > وفي متعلق قوله: ! 2 < في أنفسهم > 2 ! قولان . > > أحدهما: بقوله: ! 2 < بليغا > 2 ! أي: قولاً بليغا في أنفسهم ، وهذا حسن من جهة المعنى ، > ضعيف من جهة الإعراب ، لأن صفة الموصوف لا تعمل فيها قبلها . > > والقول الثاني: أنه متعلق بقل وفي المعنى على هذا قولان . > أحدهما: قل لهم في أنفسهم خالياً بهم ليس معهم غيرهم بل مسراً لهم النصيحة . >