> التوحيد وكمال المتابعة ، وذلك هو كمال سعادته ، وهو معنى الشهادتين . > > إذا تبين هذا فمعنى الآية المترجم لها: أن الله تبارك وتعالى أنكر على من يدعي > الإيمان بما أنزل الله على رسوله ، وعلى الأنبياء قبله ، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في > فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ، كما ذكر المصنف في سبب نزولها . > > قال ابن القيم: والطاغوت: كل من تعدى به حده من الطغيان وهو مجاوزة الحد ، > فكل ما تحاكم إليه متنازعان غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو طاغوت إذ قد تعدى به > حده . ومن هذا كل من عبد شيئاً دون الله فإنما عبد الطاغوت ، وجاوز بمعبوده حده فأعطاه > العبادة التي لا تنبغي له ، كما أن من دعا إلى تحكيم غير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد دعا إلى > تحكيم الطاغوت . وتأمل تصديره سبحانه الآية منكراً لهذا التحكيم على من زعم أنه قد آمن > بما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى من قبله ثم هو مع ذلك يدعو إلى تحكيم غير الله > ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتحاكم إليه عند النزاع وفي ضمن قوله: ! 2 < يزعمون > 2 ! نفي لما زعموه من > الإيمان ، ولهذا لم يقل: ألم تر إلى الذين آمنوا ، فإنهم لو كانوا من أهل الإيمان حقيقة لم > يريدوا أن يتحاكموا إلى غير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . ولم يقل فيهم ' يزعمون ' فإن هذا إنما > يقال غالباً لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب ، أو منزل منزلة الكاذب ، لمخالفته لموجبها > وعمله بما ينافيها . قال ابن كثير: والآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما > سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت ههنا . > > وقوله تعالى ! 2 < وقد أمروا أن يكفروا به > 2 ! . > > أي: بالطاغوت وهو دليل على أن التحاكم إلى الطاغوت ، مناف للإيمان ، مضاد له ، فلا > يصح الإيمان إلا بالكفر به ، وترك التحاكم إليه ، فمن لم يكفر بالطاغوت ، لم يؤمن بالله . > > وقوله: ^ ( ويريد الشيطن أن يضلهم ضللاً بعيداً ) ^ > أي: لأن إرادة التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من طاعة الشيطان ، وهو > إنما يدعو أحزابه ليكونوا من أصحاب السعير . > > وفي الآية دليل على ان ترك التحاكم إلى الطاغوت ، الذي هو ما سوى الكتاب والسنة > من الفرائض ، وأن التحاكم إليه غير مؤمن ، بل ولا مسلم . > > وقوله تعالى: ^ ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنفقين > يصدون عنك صدوداً * ) ^ [ النساء: 61 ] . > أي: إذا دعوا إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وإلى الرسول أعرضوا إعراضاً مستكبرين كما > قال تعالى: ! 2 < وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون > 2 ! [ النور: 48 ] قال > ابن القيم: هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة ، فلم يقبل ، وأبى ذلك أنه >