فهرس الكتاب
الصفحة 465 من 639

> 1 ( [ 38 ] باب: قول الله تعالى ) > ^ ( أَلَم تَرَ إلىَ الَّذِينَ يَزعُمُونَ أَنَّهُم ءَامَنُوا بِمآ أُنزلَ إليكَ وَمَا أُنزِلَ > مِن قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلىَ الطَّغُوتِ وَقَد أُمرِوُا أَن يَكفُرُوا بِهِ > وَيُرِيدُ الشَّيطَنُ أَن يُضِلَّهُم ضَلَلاَ بَعِيداً * ) ^ > [ النساء: 60 ] > > ش: لما كان التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله مشتملاً على الإيمان > بالرسول صلى الله عليه وسلم ، مستلزماً له ، وذلك هو الشهادتان ، ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركناً واحداً في > قوله: ' بُني الإسلامُ على خَمسٍ شهادةِ أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاءِ الزكاةِ ، وصوم رَمضَان ، وحج البيت من استطاعَ إليه سبيلاً ' نبه في هذا > الباب على ما تضمنه التوحيد ، واستلزمه من تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع ، إذ هذا > هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، ولازمها الذي لا بد منه لكل مؤمن ، فإن من عرف أن > لا إله إلا الله ، فلا بد من الانقياد لحكم الله والتسليم لأمره الذي جاء من عنده على يد > رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . > > فمن شهد أن لا إله إلا الله ، ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع ، فقد > كذب في شهادته ، وإن شئت قلت: لما كان التوحيد مبنياً على الشهادتين ، إذ لا تنفك > إحداهما عن الأخرى لتلازمهما ، وكان ما تقدم من هذا الكتاب في معنى شهادة أن لا إله > إلا الله التي تضمن حق الله على عباده ، نبه في هذا الباب على معنى شهادة أن محمداً > رسول الله ، التي تتضمن حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها تتضمن أنه عبد لا يعبد ، ورسول صادق لا > يكذب ، بل يطاع ويتبع ، لأنه المبلغ عن الله تعالى . فله عليه الصلاة والسلام منصب الرسالة ، > والتبليغ عن الله ، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، إذ هو لا يحكم إلا بحكم الله ومحبته > على النفس ، والأهل والمال والوطن ، وليس له من الإلهية شيء ، بل هو عبد الله ورسوله > كما قال تعالى: ! 2 < وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا > 2 ! [ الجن: 19 ] > وقال صلى الله عليه وسلم: ' إنما أنا عبدُ فقولوا عَبدَ اللهِ ورَسولهِ ' . > > ومن لوازم ذلك متابعته وتحكيمه في موارد النزاع ، وترك التحاكم إلى غيره ، > كالمنافقين الذين يدعون الإيمان به ، ويتحاكمون إلى غيره ، وبهذا يتحقق العبد بكمال >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام