> من خلقه ، وهو دليل على عظمة المقسم به وتشريفه . وتقديره: أقسم بمواقع النجوم ، ويكون > جوابه: ^ ( إنَّهُ لَقُرءان كَرِيمٌ ) ^ [ الواقعة: 77 ] . فعلى هذا تكون ' لا ' صلة لتأكيد النفي ، > فتقدير الكلام: ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم . > > قال ابن جرير: قال بعض أهل العربية: معنى قوله: ! 2 < فلا أقسم > 2 ! فليس الأمر كما > تقولون ، ثم استؤنف القسم بعد ، فقيل: ! 2 < أقسم > 2 ! ؛ ومواقع النجوم . قال ابن عباس: يعني > نجوم القرآن ، فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقاً في > السنين بعد ، ثم قرأ ابن عباس هذه الآية . ومواقعها: نزولها شيئاً بعد شيء ، وقيل: النجوم > هي الكواكب ، ومواقعها: مساقطها عند غروبها ، قال مجاهد: مواقع النجوم يقال: مطالعها > ومشارقها ، واختاره ابن جرير . وعلى هذا فتكون المناسبة بين ذكر النجوم في القسم وبين > المقسم عليه وهو القرآن من وجوه: أحدها أن النجوم جعلها الله يهتدى بها في ظلمات البر > والبحر ، وآيات القرآن يهتدى بها في ظلمات الغي والجهل ، فتلك هداية في الظلمات > الحسية وآيات القرآن هداية في الظلمات المعنوية ، فجمع بين الهدايتين مع ما في النجوم > من الزينة الظاهرة للعالم وفي القرآن من الزينة الباطنة ، ومع ما في النجوم من الرجوم > للشياطين ، وفي آيات القرآن من رجوم شياطين الإنس والجن ، والنجوم آياته المشهودة > العيانية ، والقران آياته المتلوة السمعية مع ما في مواقعها عند الغروب من العبرة والدلالة > على آياته القرآنية ومواقعها عند النزول ، ذكره ابن القيم . > > وقوله: ! 2 < وإنه لقسم لو تعلمون عظيم > 2 ! [ الواقعة: 76 ] قال ابن كثير: أي وإن > هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم ، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم عليه . وقوله: > ^ ( إِنَّهُ لَقُرءَانٌ كَريمٌ ) ^ [ الواقعة: 77 ] هذا هو المقسم عليه ، وهو القرآن أي: إنه وحي الله > وتنزيله وكلامه ، لا كما يقول الكفار: إنه سحر وكهانة أو شعر ، بل هو قرآن كريم ، أي: > عظيم كثير الخير ، لأنه كلام الله . قال ابن القيم: فوصفه بما يقتضي حسنه وكثرة خيره . > ومنافعه وجلالته ، فإن الكريم هو البهي الكثير الخير ، العظيم النفع ، وهو من كل شيء > أحسنه وأفضله ، والله سبحانه وصف نفسه بالكرم ، ووصف به كلامه ، ووصف به عرشه ، > ووصف به ما كثر خيره ، وحسن منظره من النبات وغيره ، ولذلك فسر السلف الكريم > بالحسن . قال الأزهري: الكريم: اسم جامع لما يحمد ، والله تعالى كريم جميل الفعال ، > وإنه لقرآن كريم يحمد لما فيه من الهدى والبيان ، والعلم والحكمة . > > وقوله: ^ ( فِي كِتَبٍ مَكْنُونٍ * ) ^ [ الواقعة: 78 ] قال ابن كثير: أي: معظم في كتاب > معظم محفوظ موقر . وقال ابن القيم: اختلف المفسرون في هذا فقيل: هو اللوح > المحفوظ ، والصحيح أنه الكتاب الذي بأيدي الملائكة وهو المذكور في قوله: ! 2 < في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة > 2 ! [ عبس: 13 - 16 ] ويدل على >