> > قوله: ( فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته ) . أي: من نسبه إلى الله واعتقد أنه أنزله > بفضله ورحمته من غير استحقاق من العبد على ربه وأثنى به عليه ، فقال: مطرنا بفضل الله > ورحمته ، وفي الرواية الأخرى ' فأما من حمدني على سقياي ، وأثنى علي فذاك من آمن بي ' > وهكذا يجب على الإنسان أن لا يضيف نعم الله إلى غيره ولا يحمدهم عليها بل يضيفها إلى > خالقها ومقدرها الذي أنعم بها على العبد بفضله ورحمته ، ولا ينافي ذلك الدعاء لمن أحسن > بها إليك ، وذكر ما أولاكم من المعروف إذا سلم لك دينك ، والسر في ذلك _ والله أعلم _ أن > العبد يتعلق قلبه بمن يظن حصول الخير له من جهته وإن كان صنع له في ذلك ، وذلك نوع > شرك خفي فمنع من ذلك . > > قوله: ( وأما من قال: مطرنا بنوء كذا إلى آخره ) . كالصريح فيما ذكرنا أن المراد نسبة > ذلك إلى غير الله ، وإن كان يعتقد أن المنزل للمطر هو الله . ولهذا لم يقل: فأما من قال: > أنزل علينا المطر أو أمطرنا بنوء كذا . قال المصنف: وفيه التفطن للكفر في هذا الموضع ، > يشير إلى أن المراد بالكفر هنا هو نسبة النعمة إلى غير الله كالنوء ونحوه على ما تقدم ، ولما > كان إنزال الغيث من أعظم نعم الله وإحسانه إلى عباده لما اشتمل عليه من منافعهم ، > فلا يستغنون عنه أبداً كان من شكره الواجب عليهم أن يضيفوه إلى البر الرحيم المنعم ، > ويشكروه فإن النفوس قد جبلت على حب من أحسن إليها ، والله تعالى هو المحسن المنعم > على الإطلاق الذي ما بالعباد من نعمة فمنه وحده ، كما قال الله تعالى: ! 2 < وما بكم من نعمة فمن الله > 2 ! [ النحل: 53 ] . > > قال: ولهما من حديث ابن عباس معناه . > > وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا ، فأنزل الله هذه الآية: ! 2 < فلا أقسم بمواقع النجوم > 2 ! [ الواقعة: 75 ] إلى قوله: ! 2 < تكذبون > 2 ! > > ش قوله: ( ولهما ) : الحديث لمسلم فقط ، ولفظه عن ابن عباس قال: ' مطر الناس > على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ، قالوا: هذه رحمة > الله ، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا ، قال فنزلت هذه الآية ! 2 < فلا أقسم بمواقع النجوم > 2 ! حتى بلغ ! 2 < وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون > 2 ! [ الواقعة: 75 - 82 ] . > > قوله: ( قال بعضهم ) ذكر الواقدي في ' مغازيه ' عن أبي قتادة أن عبد الله بن أبي هو > القائل في ذلك الوقت: مطرنا بنوء الشعرى ، وفي صحة ذلك نظر . > > قوله: ! 2 < فلا أقسم بمواقع النجوم > 2 ! هذا قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء > > > > > > >