فهرس الكتاب
الصفحة 379 من 639

> منهم بها كافرين ' وله من حديث ابن عباس ' أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ' > الحديث . وفي حديث معاوية الليثي مرفوعاً ' يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقاً من > رزقه فيصبحون مشركين ، يقولون: مطرنا بنوء كذا ' رواه أحمد ، فبين الكفر والشرك المراد > هنا بأن نسبة ذلك إلى غيره تعالى ، بأن يقال: مطرنا بنوء كذا ، قال ابن قتيبة: كانوا في > الجاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم ، وإما بعلامته ، فأبطل > الشرع قولهم ، وجعله كفراً ، فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعاً في ذلك ، فكفره كفر > شرك ، وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة ، فليس بشرك ، لكن يجوز إطلاق الكفر عليه ، > وإرادة كفر النعمة ، لأنه لم يقع في شيء من طرق الحديث بين الكفر والشرك واسطة ، > فيحمل الكفر فيه على المعنيين . > > وقال الشافعي: من قال: مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا ، فلا يكون > كفراً وغيره من الكلام أحب إلي منه . > > قلت: قد يقال: إن كلام الشافعي لا يدل على جواز ذلك ، وإنما يدل على أنه لا > يكون كفر شرك ، وغيره من الكلام أحسن منه . أما كونه يجوز إطلاق ذلك أو لا يجوز ، > فالصحيح أنه لا يجوز ، لما تقدم أن معنى الحديث هو نسبة السقيا إلى الأنواء لفظاً ، وإن > كان القائل لذلك يعتقد أن الله هو المنزل للمطر ، فهذا من باب الشرك الخفي في الألفاظ ، > كقوله: لولا فلان لم يكن كذا ، وفيه معنى قوله تعالى: ! 2 < وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم > 2 ! > [ البقرة: 216 ] فإن كثيراً من النعم قد تجر الإنسان إلى شر ، كالذين قالوا: مطرنا بنوء كذا > بسبب نزول النعمة . > > وفيه التفطن للإيمان في هذا الموضوع . ذكره المصنف ، يشير إلى أن المراد به هنا نسبة > النعمة إلى الله وحمده عليها ، كما في قوله تعالى: ' فأما من حمدني على سقياي وأثنى علي > فذاك من آمن بي ' وقوله: ' فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته ' الحديث . > وفيه أن من الكفر ما لا يخرج عن الملة . ذكره المصنف . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام