فهرس الكتاب
الصفحة 376 من 639

> الأرض من بعد موتها ليقولن الله ) ^ [ العنكبوت: 63 ] وليس هذا معنى الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر > أن هذا لا يزال في أمته ، ومن اعتقد أن النجم ينزل المطر ، فهو كافر . > > الثاني: أن ينسب إنزال المطر إلى النجم ، مع اعتقاده أن الله تعالى هو الفاعل لذلك > المنزل له ، إلا أنه سبحانه وتعالى أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك النجم ، فحكى > ابن مفلح خلافاً في مذهب أحمد في تحريمه وكراهته ، وصرح أصحاب الشافعي بجوازه ، > والصحيح أنه محرم ، لأنه من الشرك الخفي ، وهو الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبر أنه من أمر > الجاهلية ونفاه ، وأبطله ، وهو الذي كان يزعم المشركون ، ولم يزل موجوداً في هذه الأمة > إلى اليوم ، وأيضاً فإن هذا من النبي صلى الله عليه وسلم حماية لجناب التوحيد وسداً لذرائع الشرك ولو > بالعبادات الموهومة التي لا يقصدها الإنسان ، كما قال لرجل قال له: ما شاء الله وشئت ، > قال: ' أجعلتني لله نداً ؟ ! بل ما شاء الله وحده ' . > > وفيه التنبيه على ما هو أولى بالمنع من نسبة السقيا إلى الأنواء كدعاء الأموات ، > وسؤالهم الرزق والنصر والعافية ونحو ذلك من المطالب ، فإن هذا من الشرك الأكبر ، سواء > قالوا: إنهم شفعاؤنا إلى الله ، كما قال المشركون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، أو اعتقدوا أنهم > يخلقون ، ويرزقون وينصرون استقلالاً على سبيل الكرامة ، كما ذكره بعض عباد القبور في > رسالة صنفها في ذلك ، لأنه إذا منع من إطلاق نسبة السقيا إلى الأنواء مع عدم القصد > والاعتقاد ، فلأن يمنع من دعاء الأموات والتوجه إليهم في الملمات مع اعتقاد أن لهم أنواع > التصرفات أولى وأحرى . > > قوله: ' والنياحة ' . أي: رفع الصوت بالندب على الميت ، لأنها سخط لقضاء الله ، > ومعارضة لأحكامه ، وسوء أدب مع الله ، ولا كذلك ينبغي أن يفعل المملوك مع سيده ، > فكيف يفعله مع ربه وسيده ومالكه وإلهه الذي لا إله له سواه ، الذي كل قضائه عدل ، > وأيضاً ففيها تفويت الأجر مع ذهاب المصيبة . > > وفي الحديث دليل على شهادة أن محمداً رسول الله ، لأن هذه الأخبار من أنباء > الغيب فأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان كما أخبر . > > قوله: وقال: ' النائحة إذا لم تتب قبل موتها ' . فيه تنبيه على أن الوعيد والذم لا يلحق من > تاب من الذنب ، وهو كذلك بالإجماع ، فعلى هذا إذا عرف شخص بفعل ذنوب توعد الشرع > عليها بوعيد لم يجز إطلاق القول بلحوقه لذلك الشخص المعين ، كما يظنه كثير من أهل > البدع ، فإن عقوبات الذنوب ترفع بالتوبة ، والحسنات الماحية ، والمصائب المفكرة ، ودعاء >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام