> > وقالت طائفة أخرى: الشؤم بهذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها فيكون شؤمها عليه ، > ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير لم تكن مشؤومة عليه ، قالوا: ويدل عليه حديث > أنس ' الطيرة على من تطير ' وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سبباً لحلول المكروه > كما يجعل الثقة به والتوكل عليه ، وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها > الشر . > > وقال ابن القيم: إخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاثة ، ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها > الله وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق أعياناً منها مشؤومة على من قاربها وسكنها ، وأعياناً > مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر . وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً > يريان الخير على وجهه ، ويعطي غيرهما ولداً مشؤوماً يريان الشر على وجهه ، وكذلك ما > يعطاه العبد من ولاية أو غيرها . فكذلك الدار والمرأة والفرس . والله سبحانه خالق الخير > والشر والسعود والنحوس فيخلق بعض هذه الأعيان سعوداً مباركة ، ويقضي بسعادة من > قاربها وحصول اليمن والبركة له ، ويخلق بهضها نحوساً يتنحس بها من قاربها ، وكل ذلك > بقضائه وقدره كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة ، كما خلق > المسك وغيره من الأرواح الطبية ولذذ بها من قاربها من الناس ، وخلق ضدها وجعلها > سبباً لألم من قاربها من الناس ، والفرق بين هذين النوعين مدرك بالحس فكذلك في الديار > والنساء والخيل فهذا لون والطيرة الشركية لون . انتهى . > > قلت: ولهذا يشرع لمن استفاد زوجة أو أمة أو دابة ، أن يسأل الله من خيرها وخير ما > جِبلتْ عليه ، ويستعيذُ من شَرها وشر ما جُبِلت عليه ، وكذلك ينبغي لمن سكن داراً أن > يفعل ذلك ولكن يبقى على هذا أن يقال: هذا جاء في كل مشؤوم فما وجه خصوصية هذه > الثلاثة بالذكر ؟ وجوابه أن أكثر ما يقع التطير في هذه الثلاثة فخصت بالذكر لذلك ، ذكره في > ' شرح السنن ' . >