> > قوله: ' اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ' . هذه الجملة بعد > الأولى تنبيه على سبب لحوق اللعن بهم ، وهو توسلهم بذلك إلى أن تصير أوثاناً تعبد . ففيه > إشارة إلى ما ترجم له المصنف ، وفيه تحريم البناء على القبور ، وتحريم الصلاة عندها . وقد > روى أصحاب مالك عنه أنه كره أن يقول القائل: زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم . وعلل وجه الكراهة > بقوله: ' اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم > مساجد ' فكره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع التشبه بفعل أولئك سداً للذريعة ، > وحسماً للباب . ذكره الطبري . وفيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه . ذكره المصنف . > > قال: ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد ^ ( أفَرَءيتُمُ اللت والعزى * ) ^ > [ النجم: 19 ] قال: كان يلت لهم السّويق فمات ، فعكَفُوا على قبره وكذا قال أبو الجوزاء عن > ابن عباس: ' كان يلْت السّويق للحَاج ' . > > ش: قوله: ' ولابن جرير ' . هو الإمام الحافظ محمد بن جرير بن يزيد الطبري صاحب > ' التفسير ' و ' التاريخ ' وغيرهما . قال ابن خزيمة: لا أعلم على الأرض أعلم من محمد بن > جرير ، وكان من الأئمة المجتهدين ، لا يقلد أحداً وله أصحاب يتفقهون على مذهبه . ولد > سنة أربع وعشرين ومائتين ، ومات ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة . > > قوله: ' عن سفيان ' . هو أحد السفيانين ؛ إما ابن عيينة وإما الثوري ، فإن كان ابن عيينة > فقد تقدمت ترجمته ، وإن كان الثوري وهو الأظهر فهو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو > عبد الله الكوفي ، ثقة حافظ فقيه إمام حجة عابد . وكان مجتهداً ، له أتباع وأصحاب > يتفقهون على مذهبه . مات سنة إحدى وستين ومائة ، وله أربع وستون سنة . > > قوله: ' عن منصور ' ، هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب - بمثناة ثقيلة ثم > موحدة - الكوفي ، ثقة ثبت فقيه . مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة . > > قوله: ' عن مجاهد ' هو ابن جبر - بالجيم والموحدة - أبو الحجاج المخزومي مولاهم > المكي ، ثقة إمام في التفسير والعلم ، أخذ التفسير عن ابن عباس وغيره . مات سنة أربع > ومائة ، قاله يحيى القطان ، وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة وهو ساجد ، >