فهرس الكتاب
الصفحة 268 من 639

> لشركائنا ) ^ [ الأنعام: 136 ] بل هذا أبلغ فإن المشركين ما كانوا يبيعون أولادهم لأوثانهم . > > ومنها: أن المدفون فيها أعظم في قلوب عباد القبور من الله وأخوف ، ولهذا لو طلبت > من أحدهم اليمين بالله تعالى أعطاك ما شئت من الأيمان كاذباً أو صادقاً ، وإذا طلبت بصاحب > التربة لم يقدم إن كان كاذباً . ولا ريب أن عباد الأوثان ما بلغ شركهم إلى هذا الحد ، بل > كانوا إذا أرادوا تغليظ اليمين ، غلظوها بالله كما في قصة القسامة وغيرها . > > ومنها: سؤال الميت قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، والإخلاص له من دون الله > في أكثر الحالات . > > ومنها: التضرع عند مصارع الأموات والبكاء بالهيبة والخشوع لمن فيها أعظم مما > يفعلونه مع الله في المساجد والصلوات . > > ومنها: تفضيلها على خير البقاع وأحبها إلى الله وهي المساجد ، فيعتقدون أن العبادة > والعكوف فيها أفضل من العبادة والعكوف في المساجد ، وهذا أمر ما بلغ إليه شرك > الأولين ، فإنهم يعظمون المسجد الحرام أعظم من بيوت الأصنام يرون فضله عليها ، وهؤلاء > يرون العكوف في المشاهد أفضل من العكوف في المساجد . > > ومنها: أن الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور إنما هو تذكرة الآخرة ، كما قال: > ' زُوروا القبورَ فإنَّها تُذكركُم الآخرة ' والإحسان إلى المزور بالترحم عليه ، والدعاء له > والاستغفار ، وسؤال العافية له ، فيكون الزائر محسناً إلى نفسه وإلى الميت ، فقلب عباد > القبور الأمر ، وعكسوا الدين ، وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به ، > وسؤاله حوائجهم ونصرهم على الأعداد ونحو ذلك . فصاروا مسيئين إلى نفوسهم وإلى > الميت ولو لم يكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه الله من الدعاء والترحم عليه والاستغفار له . > > ومنها: إيذاء أصحابها بما يفعله عباد القبور بها ، فإنه يؤذيهم ما يفعلونه عند قبورهم > ويكرهونه غاية الكراهة ، كما أن المسيح عليه السلام يكره ما يفعله النصارى ، وكذلك غيره > من الأنبياء والأولياء يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى عند قبورهم ، ويوم القيامة يتبرؤون منهم > كما قال تعالى: ^ ( وَمَنْ أَضلُ مِمن يَدعُواْ مِن دُونِ الله من لا يستجِيبُ لهُ إلى يوم القيمة وهم > عن دُعَائهم غَفلُونَ * وَإِذا حُشر النَّاس كَانُوا لَهُم أَعَداءَ وَكَانُوا بِعبِادتهم كَفِرينَ * ) ^ [ الأحقاف: > 5 - 6 ] . > > ومنها: محادة الله ورسوله ومناقضة ما شرعه فيها . ومنها التعب العظيم مع الوزر > الكبير ، والإثم العظيم ، وكل هذه المفاسد العظيمة وغيرها مما لم يذكر ، إنما حدثت بسبب >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام