> الأرض . وقد أفتى جماعة من الشافعية بهدم ما في القرافة من الأبنية ، منهم ابن الجميزي > والظهير الترميني وغيرهما . > > وقال القاضي ابن كج: ولا يجوز أن تجصص القبور ، ولا أن يبنى عليها قباب ولا غير > قباب ، والوصية بها باطلة . > > وقال الأذرعي: وأما بطلان الوصية ببناء القباب وغيرها من الأبنية العظيمة ، وإنفاق > الأموال الكثيرة ، فلا ريب في تحريمه . > > قلت: وجزم النووي في ' شرح المهذب ' بتحريم البناء مطلقاً ، وذكر في ' شرح مسلم ' > نحوه أيضاً . > > وقال القرطبي في حديث جابر: نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه ، وبظاهر هذا > الحديث قال مالك ، وكره البناء والجص على القبور ، وقد أجازه غيره ، وهذا الحديث حجة > عليه ، ووجه النهي عن البناء والتجصيص في القبور أن ذلك مباهاة ، واستعمال زينة الدنيا في > أول منازل الآخرة ، وتشبه بمن كان يعبد القبور ويعظمها ، وباعتبار هذه المعاني وبظاهر هذا > النص ينبغي أن يقال: هو حرام كما قال به بعض أهل العلم . > > وقال ابن رشد: كره مالك البناء على القبر ، وجعل البلاطة المكتوبة ، وهو من بدع > أهل الطول ، أحدثوه إرادة الفخر والمباهاة والسمعة ، وهو مما لا اختلاف فيه . > > وقال الزيلعي في ' شرح الكنز ': ويكره أن يبنى على القبر . وفي ' الخلاصة ' ولا > يجصص القبر ولا يطين ، ولا يرفع عليه بناء . > > وذكر أيضاً قاضي خان أنه لا يجصص القبر ، ولا يبنى عليه ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم > أنه نهى عن التجصيص وعن البناء فوق القبر ، والمراد بالكراهة عند الحنفية كراهة التحريم > التي هي في مقابلة ترك الواجب . وقد ذكر ذلك ابن نجيم في ' شرح الكنز ' . > > ومثل هذا كثير في كلام العلماء أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم ، والمقصود أن كلام > العلماء موافق لما دلت عليه السنة الصحيحة في النهي عن البناء على القبور . > > واعلم أنه قد وقع بسبب البناء على القبور من المفاسد التي لا يحيط بها على التفصيل > إلا الله ما يغضب من أجله كل من في قلبه رائحة إيمان ، كما نبه عليه ابن القيم وغيره . > > فمنها: اعتيادها للصلاة عندها ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . > > ومنها: تحري الدعاء عندها . ويقولون: من دعا الله عند قبر فلان استجاب له ، وقبر > فلان الترياق المجرب ، وهذا بدعة منكرة . > > ومنها: ظنهم أن لها خصوصيات بأنفسها في دفع البلاء وجلب النعماء . ويقولون: إن >